دبلوماسيون يجمعون على حتمية وجود الأونروا وأهمية استمرار عملها


أوصت ندوة عقدها مركز العودة الفلسطيني بمجلس حقوق الإنسان، استضافت سفراء ودبلوماسيين، بضرورة استمرار عمل وكالة الأونروا، وأهمية مواصلة تقديم الدعم المالي لها ومواجهة أية محاولات لشطب دورها أو تقليص خدماتها، لما تشكّله من ضمانة للحفاظ على وضع اللاجئ الفلسطيني، وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

واستضافت الندوة، كل من سعادة السفير سجى المجالي سفير المملكة الأردنية الهاشمية إلى الأمم المتحدة بجنيف، وبليز جيلاسين ريندي نائب الممثل الدائم للبعثة التركية في الأمم المتحدة، وماجد الزير رئيس مركز العودة الفلسطيني ورئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا.

وعُقدت الندوة في قصر الأمم المتحدة في جنيف الثلاثاء 10 حزيران، على هامش أعمال الدورة الـ41 لمجلس حقوق الإنسان، وتناولت أهمية وجود "أونروا" بالنسبة للاجئين الفلسطينيين ومناطق تواجدهم عمومًا، وذلك في ضوء الهجمات المستمرة من قبل الإدارة الأمريكية و"إسرائيل" ضد ولاية الوكالة وعملياتها.

وشددت الندوة على ضرورة تأمين التمويل للعمليات المستمرة لـ"أونروا" بسبب دورها الرئيسي في خدمات الإغاثة والإنسانية التي أصبحت شريان الحياة لمجموعة واسعة من اللاجئين الفلسطينيين.

ونادت بتطوير عمل "أونروا" ليشمل الحماية المادية والقانونية للاجئين الفلسطينيين في البلدان المضيفة وتوسيع نطاق عملها ليشمل جميع مناطق اللجوء الفلسطيني، وتطوير وسائل وآليات لحماية حياة وكرامة اللاجئين الفلسطينيين داخل أماكن عمل "أونروا" الخمسة (الأردن-سوريا-لبنان-الضفة الغربية-قطاع غزة).

ودعت المجتمع الدولي، إلى مخاطبة الإجراءات الأمريكية ضد "أونروا" وحمايتها من القرارات الفردية التي قد تضر بها، أو محاولة إنهاء خدماتها، أو إعادة تعريف اللاجئ، في انتهاك لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وأهمها حق العودة.

وطالبت الندوة أيضًا الموقف الفلسطيني الرسمي برفض جميع محاولات إنهاء "أونروا"، وشرح عواقب ذلك بشأن اللاجئين والبلدان المضيفة، والسعي لتشكيل حركة داخل الأمم المتحدة من خلال العلاقات مع البلدان التي تقف إلى جانب الحق الفلسطيني.

ضرورة ملحة
وخلال كلمتها، سردت المتحدثة التركية "بليز جيلاسين ريندي" دور بلادها في دعم عمل "أونروا"، خلال فترة ترؤس اللجنة الاستشارية للوكالة على مدار الدورة الماضية في الفترة من 1 يوليو 2018 إلى 30 يونيو 2019.

وأكدت ريندي أن تركيا "لطالما كانت داعمًا رئيسيًا للوكالة وللشعب الفلسطيني"، مشددة على أهمية استمرار عمل وكالة "أونروا" لحين التوصل إلى حل نهائي وعادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

ورأت أن استمرار عمل وكالة الغوث الدولية "ضرورة ملحة لأجل استقرار المنطقة"، منوهة إلى أن أنقرة ملتزمة بتقديم الدعم السياسي والمالي اللازم لاستمرار واستقرار عملها على المدى البعيد.

وذكرت الدبلوماسية التركية في هذا السياق، أن أحد أهم أهداف تركيا خلال فترة ترؤس اللجنة الاستشارية لـ"أونروا"، هو ضمان استقرار واستدامة عمل الوكالة على المدى البعيد.

وأشارت إلى تقديم تركيا عبر مؤسسات حكومية مساعدات تضمنت 26 ألف طن دقيق للوكالة، وتطوير عدد كبير من المدارس والمراكز الصحية بالتعاون مع الوكالة، وذلك خلال عام واحد فقط.

في حين، أكدت سعادة السفيرة الأردنية "سجى المجالي" موقف المملكة الثابت من دعم قضية اللاجئين الفلسطينيين، ووجوب إنهاء الظلم الواقع على 5 ملايين ونصف المليون لاجئ يعانون منذ عقود.

وقالت المجالي: "إن استمرار عمل الوكالة هو استثمار مهم للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة" وأن "الفشل في ذلك يهدد المنطقة برمتها".

وأضافت المجالي أنه "يتوجب على الجميع أن يعمل لاستمرار الأونروا وفق التكليف المعطى لها من الأمم المتحدة لحين وضع حد لمأساة اللاجئين الفلسطينيين".

وشرحت دور عمّان تجاه قضية اللاجئين ودعم موازنة "أونروا"، حيث اتخذت سلسلة إجراءات لمساعدتها في مواجهة أزمة نقص التمويل واستمرار الخدمات التعليمية والصحية.

وفي سياق متصل، قدّمت السفيرة الأردنية شكرها لمركز العودة الفلسطيني على تنظيم هذه الندوة التي وصفتها بـ"المهمة".

دور حيوي

من جانبه، لخص ماجد الزير، نائب رئيس الهيئة العامة في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج ورئيس مركز العودة الفلسطيني "الدور الحيوي والمهم" الذي تقوم به "أونروا" منذ بدايات تأسيسها عام 1949 لتقديم خدمات التعليم والصحة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية المحتلة.

وأكد الزير أن معظم اللاجئين، الذين يشكلون حوالي نصف السكان الفلسطينيين، يعتمد بشكل أساسي على "أونروا" لتلبية احتياجاتهم المعيشية، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

ونوه إلى مساعي الولايات المتحدة و"إسرائيل" لشطب قضية اللاجئين الفلسطينيين عن طريق إزالة المؤسسات الداعمة للاجئين مثل "أونروا"، وخطوات إدارة الرئيس دونالد ترامب في قطع كامل التمويل الأمريكي عن الوكالة في أغسطس الماضي.

وانتقد الزير الإجراء الأمريكي ضد الوكالة، مشددًا على أن أهمية استمرار خدماتها للاجئين تنبع من حقيقة أنها تحافظ على الحقوق السياسية للاجئين الفلسطينيين، على النحو الذي تكفله قرارات الأمم المتحدة.

يشار إلى أن الندوة أدارها كبير باحثي حقوق الإنسان في مركز جنيف الدولي للعدالة، كريستوفر جورونسكي، وخلالها جرى عرض فيلم عن الصعوبات التي تواجهها "أونروا" بعد قرار الإدارة الأمريكية قطع المساعدات عنها.

وتأتي هذه الندوة في ختام سلسلة فعاليات متنوعة لمركز العودة الفلسطيني في الدورة 41 لمجلس حقوق الإنسان تضمنت إيداع ثلاثة تقارير مكتوبة ضمن وثائق الأمم المتحدة، وإلقاء أربع مداخلات شفهية، إضافة إلى عدد من اللقاءات المختلفة.

وجدير بالذكر أن قضية الأونروا تحتل مكانة وأهمية كبرى مع التطورات السياسية الأخيرة، خاصة مع اقتراب الذكرى السبعين لتأسيسها بموجب قرار أممي عام 1949م تصادف ذكراه نهاية هذا العام، حيث يتحضر المركز لعقد مؤتمر دولي في هذه المناسبة.
تاريخ الاضافة: 15-07-2019
طباعة