« مخيم نهر البارد .. 12 عاما والجرح ما يزال مفتوحا »







اثنا عشر عاماً مرت، ومخيم نهر البارد في لبنان لا يزال يعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية متراكمة، عدا عن معاناة سكانه من عدم إعمار بيوتهم التي دمرتها حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

طبيعة المخيم
يقع مخيم نهر البارد على مسافة 16 كيلومترا من طرابلس بالقرب من الطريق الساحلي في شمال لبنان، وقد أسسته عصبة جمعيات الصليب الأحمر في عام 1949 لإيواء اللاجئين الفلسطينيين من منطقة بحيرة الحولة وشمال فلسطين.

بدأت "أونروا" بتقديم خدماتها للاجئين عام 1950، وشجع قرب نهر البارد من الحدود السورية مع لبنان، على تحويله إلى مركز اقتصادي للبنانيين في منطقة عكار، حيث كان يطلق عليه الشريان الاقتصادي والحيوي لمدن وبلدات وقرى الشمال اللبناني، وذلك قبل "الحرب" التي اندلعت في أيار مايو 2007، واستمرت لأكثر من مائة يوم، وأدت لتدميره بشكل شبه كامل، عدا عن تشريد كل سكانه من اللاجئين الذين بلغ تعدادهم 45 ألف نسمة.

دمار كامل
تعرّض المخيم للقصف بالمدفعية الثقيلة والقنابل الجوية خلال حصار امتد ثلاثة أشهر، وقدّر أنّ ما يقارب 95% من المباني والبنية التحتية قد دمّرت تماماً أو تضررت بشكل يتعذر إصلاحه، ممّا أجبر معظم السكان على النزوح إلى مخيم البداوي المجاور.

وبعد اثني عشر عاماً من المعاناة والأزمة، لم يتم الانتهاء حتى اللحظة من بناء ثلث المخيم، ويؤكّد مسؤولو اللجان الشعبية في المخيم أنّ أكثر المشاكل التي تواجه سكان مخيم نهر البارد وعملية الإعمار هي ضعف التمويل.

فعند بداية الأزمة كانت "أونروا" تدفع بدل إيجار للعائلة الواحدة 200$، لكن بعد فترة وبسبب ضعف التمويل تم اعتماد ما قيمته 150$ بدل إيجار شهري، لكن معظم العائلات تدفع فوق هذا المبلغ ما يقارب 100$ وهذا الأمر يكبّد العائلة مبالغ إضافية.

كما أنّ المخيم لا يزال مغلقا على الجوار اللبناني وبخاصة التجار بسبب عده منطقة عسكرية، كما أن التغطية الصحية والطبية لأهالي مخيم نهر البارد تراجعت إلى ما نسبته 70% من أصل 100%.

مطالبة بالإعمار
القيادي في حركة حماس في لبنان، رأفت مرة، أكّد أنّ أهالي مخيم نهر البارد في لبنان "دفعوا ثمن حرب لم تكن بقرار منهم، ولم يشاركوا فيها، وكانوا أكبر وأهم ضحاياها".

وأوضح مرّة أنّ "الحرب هجّرت جميع أهالي المخيم، الذين بلغ عددهم ما يقارب 45 ألف نسمة، ودمرته بالكامل".

وتابع: "لم يُعد إعمار غالبية أحياء المخيم حتى يومنا هذا، ولا زال جزء من الأهالي مهجرا وآخر يعيش في أوضاع صعبة جدًّا داخل بركسات حديدية في ظروف صحية واجتماعية وبيئية قاسية".

وأكد القيادي مرة ضرورة التمسك بالأمن والاستقرار، ورفض إدخال المخيمات في معارك جانبية، داعياً إلى إعادة إعمار كامل المخيم وإنهاء معاناة أبنائه، وتوفير مقومات الحياة للأهالي كافة، وإعادة مخيم نهر البارد إلى حياته الطبيعية خاصة مع الجوار.

وطالب بحوار لبناني فلسطيني شامل حول قضايا حقوق اللاجئين، ورفض التوطين والتمسك بحق العودة، ومنح اللاجئين حقوقهم الإنسانية.



» تاريخ النشر: 25-06-2019
» تاريخ الحفظ:
» رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان
.:: http://palteachers.com/ ::.