« فلسطينيو المخيمات... ذاكرةُ الألم !!! »







فلسطينيو المخيمات.. جُثَثٌ تَمشي على الأرض فلا تَموتُ ولا تحيا.

واقعٌ مريرٌ ومستقبلٌ مجهول... ليسوا مواطنينَ ولا أجانبَ ولا لاجئين ولا نازحينَ، ولا مُقيمين، ولا سُوّاحَ، ولا مستوطنين.

إنّهم مخلوقاتٌ غريبة عَجيبة، هَبطوا مع نيزَكٍ مجنون من كوكب آخر على كوكبِ لُبنان ذاتَ نكبة.

مُخيمات لبنان هي الأكثرُ مأساويّة ، وهي الأكثرُ استقطاباً للرّأيِ العالميِّ، ولِذا صارتِ الأكثرَ استقطاباً لمؤامراتِ التّهجير والإفساد وإيصالِ أَهلها للكفرِ بكلِّ شيء.

في زواريبِ المخيمات الغارقةِ بدماءِ شهدائِها تستريحُ الريِّحُ القادمةُ من أعلى قممِ الجليلِ!!

مخيماتُ اللاجئين فوضى مَعيشيةٌ مُهينةٌ، وكتلٌ اسمنتيّة متراصَّة، وثَلاَّجاتٌ للموتى الأَحياء. في فصلِ الشِّتاءِ، والصَّقيع والبرد..

وأفرانِ الغازِ المسيلِ للعرقِ، والقهر.. في موسمِ الجفافِ والصَّيفِ، حيثُ تقاتلَ الجميعُ مع الجميعِ وماتوا.. وكفَّنوهُم بالكوفيّةِ والعَلَم.

عصرٌ مرَّ، كانت فيهُ سماءُ المخيماتِ حمراءَ اللونِ لكنَّ الزَّمنَ يَشفي كلَّ الجراحِ.. وتنتصرُ الحياةُ.

المخيماتُ أرضٌ رَوَتها الدِّماءُ، وفيها تَجمَّع بعضَ البشر (الأكثرُ صلابةً) وعنفواناً، وكرامةً، وشهامةً، وبطولةً على وجهِ الأرض.

لهذهِ المخيماتِ هَدفٌ واحدٌ وَوحيدٌ ألا وَهُوَ: العودةُ إلى كاملِ التُّرابِ الفلسطينيّ، حقٌّ مقدَّسٌ، بكلِّ الوسائلِ.

سنعودُ يوماً إلى الجليلِ، والنّقبَ، واللد، والرّملةِ، والقُدس، ويافا، وعكا، وحيفا، وبئر السَّبع، وعرب السمنيّة، وعرب العرامشة..

سنعودُ إلى كاملِ التُّرابِ الفلسطينيِّ ونحمِلُ مَعَنَا ذاكرةَ الألمِ، ومرارةُ النّكبةِ، ورُفاةَ الأحبّةِ، لتكونَ منارةً نهتدي بها كي لا نَضِلَّ الطّريق!!

وستبقى مجاريرُ زواريبِ المخيماتِ شاهداً على تلكَ العنصريّةِ المتعفّنةِ في رؤوسِ أصحابِها، والّتي تحمّلنَاهَا طوالَ تِلكَ السِّنينَ!! 
محمود كلَّم


» تاريخ النشر: 25-06-2019
» تاريخ الحفظ:
» رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان
.:: http://palteachers.com/ ::.