« شابان من غزة يتغلبان على البطالة بطريقة إبداعية..! »







بعد أن تخرج الصديقان "محمد هنية" و"انس طالب"، فكّرا كثيراً بمشروع يكون مصدر رزق لهما، فما كان لديهم خيار سوى التفكير في فكرة اقتصاديةٍ مميزة غير موجودة داخل قطاع غزة المحاصر، وهي ابتكار بطاقة تختص بالخصومات حملت اسم ( i luck).

وتعتبر بطاقة( i luck) الأولى من نوعها في دولة فلسطين من حيث أنها قامت بتقديم العديد من الامتيازات المتوفرة والخصومات والتي تعتبر خطوة مهمة في دعم المستهلك ومحاربة البطالة للعديد من شرائح المجتمع خاصة خريجي الجامعات .

وعملت هذه البطاقة بالرغم من حداثة إطلاقها على توفير فرص عمل من خلال عملية التسوق للعديد من الأشخاص الذين كانوا بلا عمل، إضافة إلى زيادة أعداد زبائن المحال، المطاعم والشركات الذين يتعاملون مع تلك البطاقة.

يحصل حامل بطاقة( i luck ) والتي يبلغ ثمن شرائها 30 شيكلا على مجموعة من الخصومات والعروض من قبل أصحاب المحال والشركات التي تتعامل مع البطاقة داخل قطاع غزة، فعملت البطاقة على توفير فرص عمل للعديد من المتعطلين عن العمل، من خلال التسويق الميداني.

يقول طالب:" بعد تفكير مطول عملت برفقة صديقي محمد على التفكير بمشروع غير تقليدي من أجل العمل به وضمان نجاحه كون أن المشاريع التقليدية منتشرة بكثرة وأصحبت غير مجدية نتيجة لكثر أعداد المنافسين في تلك المشاريع .

وتابع طالب، قائلا :" قمنا بالتفكير بفكرة تكون ملامسة للأوضاع الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، فكان ذلك المشروع هو بطاقة i luck"" والتي قمنا بإطلاقها في منتصف شهر ديسمبر الماضي، مشيرا إلى أن المستفيد من البطاقة هم مجموعة من الأشخاص، البائع، المسوق نفسه ، صاحب المؤسسة أو الشركة والمشتري، مبينا أن سعر البطاقة يبلغ30 شيكلا .

وفي السياق ذاته، يقول هنية :" تطور المشروع الذي قمنا بإطلاقه وعملنا على استقطاب مصممين ومهندسين من أصحاب الكفاءة وصل عددهم إلى 12، فبطاقة الخصومات تشمل جميع المستلزمات الحياتية للإنسان، مشيرا إلى أن هناك العديد من المنشآت والشركات قامت بالترحيب بشكل كبير في التعامل معهم، كون أن هناك زبائن يميلون إلى المحال التي تتعامل بنظام الخصم ، فالإقبال على المحال التي تتعامل مع البطاقة يكون أكبر من غيرها خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة .

وبين هنية أن عملية الخصم تتم عندما يقوم الزبون في إبراز البطاقة أثناء عملية الدفع للمحاسب داخل المطعم أو المؤسسة التي تشملها البطاقة ويقوم المحاسب بفحص الاسم عبر تطبيق الموجود عبر هاتفه، فتتراوح نسبة الخصم من مكان إلى أخر،فمثلا إذا كان مبلغ الفاتورة داخل مطعم ما ١٠٠شيكل فإن سعر الخصم يصل ل ٢٥شيكلا من اجمالي قيمة الفاتورة.

يقول المسوق سعدي الجمال :" أتاح لي هذا المشروع فرصة عمل خلال فترة الإجازة الجامعية، فالعمل كان ممتعا برفقة مجموعة من المسوقين الذين أصبحوا أصدقائي" .

من جانبه تقول، "سالي الترك" المسؤولة عن المسوقين داخل مشروع i luck":" فور الإعلان عن حاجتنا لمسوقين خلال الاشهر الماضية تقدم لنا العديد من الشباب والفتيات، خاصة طلاب الجامعات وقمنا باختيار 80 مسوقا منهم للعمل معنا .

وتابعت "الترك" قائلة:" أغلب المسوقين الذين تقدموا للعمل لا يمتلكون خبرة كافية في المجال التسويقي، ولكننا فتحنا المجال لهم وقمنا بإعطائهم فرصة لإثبات قدراتهم وتفريغ طاقتهم، حيث يحصل كل مسوق على مبلغ مادي مقابل تسويقه وبيعه للبطاقة الواحدة، يبلغ خمسة شواكل، إضافة إلى أن هذا العمل أتاح للمسوقين فرصة للاتصال والتواصل مع الزبائن الجدد وكسبوا خبرة للتعامل مع المواقف المحرجة وكيفية التغلب عليها .

وحول تفاعل أصحاب المنشآت مع البطاقة , يقول "أنور صالحة" صاحب سوبر ماركت :" تبدأ عملية الخصم عندما يأتي حامل البطاقة إلى السوبر ماركت ويقوم بإبرازها لي ومن ثم أقوم بفحصها عبر التطبيق حتى يتم التأكد من أنها سارية المفعول أم لا .

وبين صالحة أن الخصم يتم بناء على حجم المشتريات التي قام بشرائها الزبون، فمثلا إذا قام بالزبون بشراء مشتريات بقيمة 100 شيكل يحصل على 10 شيكل كخصم ، مشيرا إلى أن الإقبال على السوبر ماركت من قبل الزبائن زاد بشكل نسبي عقب توقيع الاتفاق مع الأشخاص الذين قاموا بإطلاق البطاقة. 
المصدر: فلسطين اليوم


» تاريخ النشر: 20-05-2019
» تاريخ الحفظ:
» رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان
.:: http://palteachers.com/ ::.