« في لبنان.. «إلياس» طفلٌ فلسطيني يُراقص الألوان على لوحاته بإبداع »







تقرير هبة الجنداوي- صيدا
ترافقه الابتسامة وهو يحمل لوحاته الصغيرة ويعرضها واحدة تلو الأخرى أمام المعجبين.. لا يخجل من مراقصة الألوان التي سارعت منذ صغره بالتعريف عنه وعن أحاسيسه وموهبته الدفينة.

"إلياس كنعان" رسّامٌ فلسطينيّ صغير في السابعة من عمره، يُقيم في مدينة صيدا جنوبي لبنان، يهوى الرّسم منذ سنواته الأولى، ليخرج بلوحاتٍ تحمل بداخلها إبداع فنانٍ صغير يُعايش اللّجوء في كلّ لحظةٍ من ربيع عمره.

حمل إلياس موهبته منذ طفولته، التي اكتشفتها عائلته بالصدفة، فعملوا جميعاً على الاهتمام بابنهم وبموهبته، يقول محمد شقيق إلياس لشبكة العودة الإخبارية «بدأ إلياس بالرسم وهو إبن ثلاثة أعوام، أي قبل 4 سنوات، كُنّا حينها لا نزال نُقيم في مخيم عين الحلوة. كنّا كلّما ذهبنا بزيارةٍ لأهل أمّي في صيدا، كان إلياس يتأمّل في لوحةٍ كبيرةٍ للرئيس الراحل ياسر عرفات، لنجده في أحد الأيام قد رسمها بدقّة التفاصيل التي تحتويها اللوحة».

تشجيع إلياس على تنمية مهارته في الرسم لم تقتصر على أهله، فعندما دخل صفّ التمهيدي في مدرسة الإصلاح الرسمية اللبنانية، وهو ابن خمسة أعوام، كان في كلّ حصة رسم يُبدع في تجسيد الصورة المطلوبة بكافة تفاصيلها حتى الصغيرة منها، ما دفع معلّمته لتكون الداعم الأول له من خلال تقديم دروسٍ خصوصية لإلياس في منزلها، حتى يتمكّن من الرسم على الكنفا وألوان الاكريليك، ويُتقن دمج الألوان.

مواضيعٌ عدة تحملها لوحات إلياس، بعضها يُعبّر عن طفولته وحبّه لشخصيات الأنمي المشهورة حول العالم، وبعضها لمناظر طبيعية وأبنية ملوّنة، ولوحاتٍ أخرى فيها الكثير من الألوان المتناثرة بدقّةٍ واحتراف، لتُعطي انطباعاً عمّا يختلج أحاسيس ذلك الفنان الصغير من براءة، وانتماءٍ لوطنٍ، وجمال.

وبالأمس، عندما رأى إلياس مشهداً على التلفاز للطفل محمد وهبي، الذي خسِر حياته على أبواب مستشفيات مدينة طرابلس بسبب الإهمال الطبّي، أخذ إلياس ورقةً وقلم يحاول رسم الطفل محمد، ليخطّ بألوانه نظرة غضبٍ على ذلك الحرمان الذي يجتاح الآلاف من الفلسطينيين وغيرهم من أبناء الوطن العربيّ المنكوب.



» تاريخ النشر: 24-12-2018
» تاريخ الحفظ:
» رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان
.:: http://palteachers.com/ ::.