مخيم "المية ومية" مسكون بالأشباح


تحت عنوان "المية ومية": الجمر.. فوق الرماد!، كتب عماد مرمل في صحيفة "الجمهورية": لا يعكس الهدوء الحالي في مخيم المية ومية الفلسطيني حقيقة الوضع في داخله، بل إنّ الإشارات المنبعثة من أرجائه تفيد أنّ الجمر لا يزال تحت الرماد، وربما فوقه، وسط الاحتقان المستمر على الأرض واحتفاظ كل من حركتي "فتح" و"أنصارالله" بالجهوزيّة القتالية، تحسّباً لكل الاحتمالات الميدانية.

ونتيجة هذا الواقع القاتم، أصبحت أحياء عدة في المخيم مسكونة بالأشباح بعدما هجرها سكانها خلال المعارك الأخيرة، من دون أن يعودوا اليها حتى الآن، تخوّفاً من تجدّد القتال بين حركتي "فتح" و"انصارالله"، خصوصاً انّ التهدئة التي تمّ التوصل اليها لا ترتكز على قواعد واضحة، وبالتالي فإنها تبدو هشة جداً وآيلة للسقوط في أيِّ لحظة ما لم يتم تحصينُها بحلٍّ أمني- سياسي.

وعُلم انّ عناصر "فتح" يواصلون ضرب الحصار على الامين العام لـ"أنصارالله" جمال سليمان ومقاتليه المقدّر عددهم 70 مقاتلاً تقريباً، ضمن المربع الذي يضمّهم، فيما الأصابع من الجهتين لا تزال على الزناد، في انتظار ما ستؤول اليه الوساطات التي تنشط بعيداً من الأضواء سعياً الى معالجة جذرية لأزمة المخيم التي انطلقت شرارتُها من حادثة فردية، ما لبثت أن تدحرجت لتتّخذ طابع المواجهة الحادة والشاملة بين الفصيلين الفلسطينيين.

وفي المعلومات، انّ "حزب الله" وحركة "حماس" يحاولان، كلٌ من موقعه، إيجاد مخارج معيّنة من نفق المأزق الذي انزلق اليه المخيم المتاخم لبلدة المية ومية اللبنانية ولمدينة صيدا، حيث زار وفد من ««حماس» أخيراً مسؤول الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب، وجمال سليمان الذي ابلغ الى الوفد أنه مستعدّ للتجاوب مع أيّ مسعى يصبّ في خانة إعادة الاوضاع الى طبيعتها في المخيم، لكنه اكّد في الوقت ذاته أنّ من حقه الرد على أيّ اعتداء والتصدّي له.
تاريخ الاضافة: 07-11-2018
طباعة