«الأونروا» تحدد مصير خدمات اللاجئين بعد مؤتمر نيويورك ومقترحات بإغلاق المدارس


علمت «القدس العربي» أن مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، سيقرر خطة العمل الجديدة لهذه المنظمة، بما فيها استمرار الخدمات المقدمة لأكثر من خمسة ملايين لاجىء فلسطيني، أو تقليصها إلى حد تأجيل انطلاق العام الدراسي الجديد، بعد مؤتمر المانحين المقرر عقده يوم 25 من يونيو/ حزيران في مدينة نيويورك الأمريكية.

وقال المستشار الإعلامي لـ «الأونروا» في قطاع غزة، عدنان أبو حسنة، لـ «القدس العربي»، إنه حتى اللحظة لم يتخذ المفوض العام بيير كرينبول قرارا بتقليص الخدمات المقدمة لقطاعات اللاجئين الفلسطينيين في مناطق العمليات الخمس. لكنه أكد وجود «عجز مالي كبير» في موازنة «الأونروا» يصل إلى 256 مليون دولار أمريكي، بسبب وقف الولايات المتحدة دفع التزاماتها المالية لهذه المنظمة الخاصة باللاجئين الفلسطينيين.

وأشار إلى أن «الأونروا» تمكنت خلال الشهور الماضية من الحفاظ على تقديم الخدمات، ومن ضمنها توفير رواتب موظفيها في مناطق العمليات الخمس، وأنها عملت بـ «صورة إيجابية»، خلال الأزمة.

غير أن أبو حسنة أكد في الوقت ذاته أن الوضع المالي الحالي لـ «الأونروا» لا يزال خطيرا»، لافتا إلى أنه يجرى العديد من الاتصالات مع المانحين من أجل سد العجر المالي الكبير في الموازنة، ولبيان خطورة الوضع الذي تعيشه هذه المنظمة الدولية، والذي يؤثر على أوضاع اللاجئين. وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تحول منذ مطلع العام الجاري سوى 65 مليون دولار، بعد قرارها بتقليص المساهمة المالية إلى النصف.

وكانت الولايات المتحدة المساهم الأكبر في ميزانية «الأونروا»، تقدم قبل فرضها إجراء التقليص الحالي على ميزانية «الأونروا» مطلع العام الجاري، 350 مليون دولار كل عام، وربطت عدولها عن القرار بعودة الفلسطينيين لطاولة التفاوض مع إسرائيل.

وجرى التغلب مؤقتا على العجز المالي وتقليص الدعم الأمريكي، من خلال تبرع المانحين خلال الفترة الماضية وبينهم دول عربية، بمبالع مالية.

وأشار أبو حسنة إلى المؤتمر الذي عقد قبل أشهر في العاصمة الإيطالية روما، وجرى خلاله التبرع بـ 100 مليون دولار، دفعت قطر نصفها. وتحدث عن المؤتمر الذي تعقده الأمم المتحدة لمانحي «الأونروا» يوم 25 الجاري في نيويورك، وقال إن الوكالة تعلق عليه آمالا كبيرة، حيث وصفه بـ «المهم جدا». وعاد المستشار الإعلامي لـ «الأونروا» وأكد خلال حديثه أن الوضع الذي تعيشه منظمته الدولية «خطير جدا»، وقال إنه بعد مؤتمر نيويورك «تتضح الصورة».

وفي السياق ذاته علمت «القدس العربي» أن رئاسة «الأونروا» تدرس تقليص الخدمات المقدمة لقطاعات اللاجئين في مناطق العمليات الخمس، وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان. ومن بين المطروح حاليا بقوة ضمن خيارات التقليص، عدم افتتاح العام الدراسي في موعده المقرر بعد شهرين من الآن، إضافة إلى وقف العمل في «برنامج الطوارئ» الذي يقدم مساعدات غذائية لقطاعات واسعة من اللاجئين، وهو ما يعني وقف دفع رواتب الموظفين العاملين في هذه الأقسام، وعرقلة استمرار العمل في قطاعات حيوية أخرى، من بينها برنامج الصحة.

والمعروف أن «الأونروا» تقدم خدمات تعليمية وصحية واجتماعية لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني يقيمون في عشرات المخيمات في مناطق العمليات الخمس، وتقدم خدماتها التعليمية لأكثر من نصف مليون طالب. كما تشمل تقديم الخدمات الطبية السنوية للاجئين الذين يراجعون عياداتها في كافة مناطق العمليات.

واستباقا لمؤتمر المانحين في نيويورك، عقدت اللجنة الاستشارية لـ«الأونروا» اجتماعا لها على مدار اليومين الماضيين في الأردن، بمشاركة الدول العربية المضيفة وعدد من الدول الأجنبية، وحضور المفوض العام. وبحثت الوفود مع كرينبول الأزمة المالية، والإجراءات والتدابير التي اتخذتها إدارته لمواجهتها.

وأطلع وفود الدول العربية على نتائج مؤتمر روما وكذلك تحركاته واتصالاته مع دول الاتحاد الأوروبي، كما أطلعهم على نتائج حملة رمضان لجمع التبرعات لسد العجز المالي الذي تعاني منه «الأونروا».وأشار إلى أنه في فترة الصيف لا تمتلك «الأونروا» أي ضمانات لبدء العام الدراسي في شهر يوليو/ تموز المقبل، إذا لم يتم تغطية العجز المالي.

وطالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبو هولي، الأمم المتحدة برفع نسبة مساهمتها في موازنة «الأونروا» بما يتناسب وعجزها المالي غير المسبوق، بما يؤسس لتحقيق استقرار مالي وتمويل كاف ومستدام، باعتبار «الأونروا» واحدة من مؤسساتها. ودعا إلى تقديم دعم مالي لهذه المنظمة في مؤتمر نيويورك، وتحويل اجتماع روما إلى «تقليد سنوي» لتجديد الالتزام الدولي. وحذر من خطورة وتداعيات العجز المالي في ميزانية «الأونروا» على الخدمات المقدمة للاجئين.

وأكد على حق اللاجئين في الاطمئنان على مصيرهم. وقال «اللاجئون الفلسطينيون يتطلعون لإنصافهم في إطار الحل الشامل للقضية الفلسطينية».

وكرر الأمر منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، حين قال إن «الأونروا» تعتزم إرجاء دفع رواتب موظفيها وتعليق بعض عملياتها. وأوضح ملادينوف خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن «الأونروا» ستخفض بعد أسابيع مساعداتها العاجلة لغزة وغيرها في المنطقة، مشيرا إلى ان ذلك يعني إرجاء دفع رواتب بعض موظفيها في شهر يوليو، والبدء بتعليق عمليات أساسية تجريها في أغسطس/ آب المقبل.
تاريخ الاضافة: 21-06-2018
طباعة