اللاجئون الفلسطينيون وتحديات صفقة القرن بعد 70 عاماً على النكبة


محمد السعيد - خاص/ لاجئ نت
الأربعاء، 09 نيسان، 2018
في ظلِّ التمزق العربي وانعدام وحدة الصف، والتباين الكبير بين التوجهات العربية الكبرى، وتزايد بؤر التوتر في أكثر من منطقة عربية بدأت الآن تُطْبَخ في الغرف المغلقة للاستخبارات الصليبية الأمريكية ما أطلق على تسميتها بصفقة القرن الواحد والعشرين وهي صفقة تقضي على كل الأحلام العربية في تحرير الأراضي المغتصبة وعودة القدس كعاصمة فلسطينية، وكل هذه المعطيات أكدت بصفة لا ترتقي إلى الشك بأن الحل النهائي للقضية الفلسطينية هو التصفية الكلية لكل الحقوق ووئد حلم العودة أو إقامة دولة مستقلة والبحث عن وطن بديل يجمع شتات الفلسطينيي. وبعد 70 عاما على النكبة نرى بأن دعم قضية فلسطين في غياب تام عربياً ودولياً وازدياد الانقسام السياسي فلسطيني، وقضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مهددة في ظل الحديث عن صفقة القرن وتصفقة قضية اللاجئين.

ويُحيي الفلسطينيون في الداخل والشتات، هذه الأيام، الذكرى السبعين للنكبة، من خلال إقامة العديد من الفعاليات ومسيرات العودة الكبرى التي تؤكد على حق العودة وتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، يقول رأفت مرة رئيس الدائرة الإعلامية في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في منطقة الخارج والكاتب الفلسطيني بأن قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هي جزء أساسي من القضية الفلسطينية ومن قضية اللاجئين. وما يحصل لفلسطين وشعبها ومقاومتها ولمستقبل قضية اللاجئين يحصل للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وأوضح لشبكة «لاجئ نت» بأن اللاجئين الفلسطينين يواجه مجموعة من التحديثات التي تحيط بالقضية الفلسطينية مثل: صفقة القرن والتحالف الامريكي الاسرائيلي المتعاظم وازدياد الاعتداءات الارهابية الاسرائيلية على شعبنا ومقدساتنا.. والاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة للاحتلال والتراجع الدولي عن الاهتمام بالأونروا واصرار السلطة الفلسطينية على التفرد في القرار ورفض المصالحة وعدم قدرتها على مواجهة التحديات القادمة. ونضيف إلى هذه التهديدات المخاطر بتصفية حق العودة وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والعراق واوروبا والعالم.

وأكد مرة بأنه أمام هذه التحديات نحتاج إلى رؤية وطنية فلسطينية مشتركة قادرة على حماية القضية والدفاع عن المصالح الفلسطينية وتبني المقاومة والدفاع عن مصالح اللاجئين الفلسطينيين، معتبراً بأنه من مصلحة اللاجئين الفلسطينيين توفير الأمن والاستقرار وعدم التدخل في الشأن الداخلي والحصول على كامل حقوقهم الانسانية والاجتماعية.

وأضاف «اللاجئون الفلسطينيون اليوم لهم دور اساسي في مسيرات العودة إلى الوطن». ورأى أن «من حق اللاجئين الفلسطينيين اختيار ممثليهم عبر انتخابات حرة ونزيهة».

من جانبه، قال مروان عبد العال، الكاتب والقيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأن «النكبة ليست ذكرى لأنها مستمرة وخاصة هذه اليوم وسط تراجع مخيف لأ همية القضية الفلسطينية والاهتمام الجاد بها على ضوء نكبات تتكرر في المنطقة العربية وتعبر عن نفسها في حالة انعدام الوزن والهبوط السياسي الذي يتجسد بإستمرار حالة التجزأة».

وقال عبد العال لشبكة «لاجئ نت»: «نحن ندرك ان القوة في الوحدة، لكن هناك استمرار باعادة انتاج النكبة من خلال الاستمرار في الحالة الاقصائية والانقسامية لذلك العجز يعني الاستلام للاثار السلبية للنكبة بل هو الوجه الاخر لتطبيق صفقة القرن».

وأضاف «هو صراع القرن وذروته من خلال نقل سفارة الامريكية إلى القدس، هي ليست استفزازاً للفلسطينيين وللأمة العربية والاسلامية واحرار العالم بل هو تأكيد على أن هذه الإدارة لن تتراجع، كما يظن البعض، عن أي من قراراتها بشأن فلسطين وشعبها».

ويلفت عبد العال «أن توقيت صفقة القرن في ذكرى نكبة القرن، والذي يطال حق العودة، وما أعلن عنه بشأن «الأونروا»، هو لاستهداف اللاجئين و«فلسطينيي 48»، بوصفهم رمز الملحمة الفلسطينية والضحية المباشرة لأبشع عملية تطهير عرقي معاصرة»، معتبراً ذلك بأنه «يستهدف قضية العودة، التي تعتبر المركب الأساسي للمشروع الوطني، وللنضال التحرري الفلسطيني، وجوهر الصراع، مؤكداً بأن اللاجئين الفلسطينيين هم وجع الاحتلال الأشد، وسؤاله المفتوح، فتعدادنا اليوم 13 مليوناً، نصفنا في الوطن، ونصفنا الثاني، (اللاجئون)، شعب ما زال يصر، ويعمل، على العودة لهذا الوطن. و هذا لن يكون سبباً لطي ملف الصراع، بل مفتاح لتجديد الصراع».

هذا هو واقعنا الفلسطيني من نكبة إلى نكسة إلى انقسام إلى أزمات حادة ، ورغم ذلك لن ننسى حقوقنا رغم الآلام التي لحقت بنا على مدار 70 عاماً ، وسنبقى نعيش الأمل القائم على عودة الحقوق إلى أصحابها بما فيها حق العودة ، لنؤكد أنه في حال موت الكبار لن ينسى الصغار هذا الحق التاريخي وسيتورثوه من أبائهم وأجدادهم على طريق العودة للقدس العاصمة، والمجدل ويافا وعكا وحيفا وصفد واللد والرملة وأم الرشراش، وإلى كل ربوع فلسطين التي نحن إليها كل يوم.
تاريخ الاضافة: 12-05-2018
طباعة