قَتَلُوه.. فانتصر وكسب معركة الوعي

نتيجة بحث الصور عن أحمد الجرار

أحمد الحيلة
ترجّل الشاب الوسيم شهيداً، لاقياً ربه باسماً مستبشراً، ونحن ننظر إلى بؤسٍ قد مسَّ حالنا بظلمِ أجهزة أمنية أَبَت إلا أن يكون لها إثمٌ في كل إثمٍ وخطيئة..، فما كان للاحتلال أن يصل إلى الشهيد أحمد نصر جرار لولا خيانة الخائنين وعيون المندسين الذي يعملون ويراقبون ليل نهار وفاءاً لعهد قطعوه ووثّقوه في أوراق أوسلو المتساقطة.

الشهيد أحمد نصر جرار، لم يكن مقاوماً عادياً بقتله الحاخام المستوطن رزيئيل شيبح في محافظة نابلس، وبتمكنه من قتل قائد الوحدة الخاصة التي جاءت لاعتقاله في مخيم جنين ليل الخميس 18/1/2018، أو بقدرته على الاختفاء لعدة أسابيع..، فالكثير من الشهداء الأبرار تمكنوا من فعل ذلك، بل أكثر من ذلك.

الشهيد أحمد استحق وسام الشهادة والبطولة والفداء بجدارة، لأنه خرج من رحم العجز الذي لَفّنا، لأنه خرج من عيون الأجهزة الأمنية الأوسلوية الحارسة لأمن المستوطنات والمستوطنين في الضفة الغربية، لأنه تمكّن من كسر هيبة أقوى جيشٍ وأعتى أجهزةٍ أمنية احتلالية تباهت بالقدرة والكمال، لأنه أثبت أن الفلسطيني قادر على صناعة المعجزات، وبأن الأرض واسعة لأبنائها وبأبنائها، وضيّقة على المتخاذلين الواهمين بقدرية الاحتلال.

كان الاحتلال الصهيوني وشركاؤه من الأجهزة الأمنية الفلسطينية يسابقون الزمن لقتل الشاب أحمد نصر جرار، ظناً منهم بأنهم سيقتلون الأسطورة في مهدها، ولكن القَدَر أسبق منهم دائماً، فبدمائه التي سالت فجراً، مُقبلاً غير مدبر، اكتملت صورة الشهيد، وعَلَت رمزية الشهادة لتشكل أيقونته الخاصة في الذاكرة الوطنية، فكان لهم الفشل وكان له ما أراد.

ترجّل الشهيد أحمد منتصراً بقُدْرته على استعادة الوعي لدى الشباب الفلسطيني؛ بأننا شعب محتل، وأرضنا محتلة، والصهاينة أعداؤنا..، وبأننا شعب بطل، وشعب الجبارين..، فتحوّل إلى رمز وأيقونة المساء التي يلتف حولها الشباب، والعائلات لتحدث نفسها عن قصص البطولة والفداء، وأيام العز والمجد التي صنعها الشهيد تلو الشهيد، فتحول أحمد نصر جرار إلى أسطورة نابضة في عروق الشباب الفلسطيني المصدوم بواقعه السياسي والأمني الذي جلبته له السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية.

العشرات بل المئات الآن من الشباب أصبحوا يَتُوقون ليكونوا ذلك البطل المقدام القادر على إذلال الاحتلال وتمريغ أنفه بالتراب. إنها صورة مُلهِمة مَلْحمية ستخلق جيلاً جديداً لا يعبأ بسلطة أوسلو ولا بأجهزتها الأمنية، ولا يهاب الاحتلال الذي ركَعَ تحت أقدام الشهيد أحمد نصر جرار.

موقع عربي21
تاريخ الاضافة: 12-02-2018
طباعة