قصص إنسانية من داخل مخيم برج البراجنة للفلسطينيين بعد خفض المساعدات الأمريكية


تشعر أميرة بقلق من المستقبل بعد أن خفضت الولايات المتحدة مساعداتها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي تساعدها وغيرها من بين نحو 170 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان.

وتطرق الحديث بين الجالسين في مركز للمسنين إلى أثر ذلك على الرعاية الصحية.
قالت أميرة البالغة من العمر 63 عاما "كانت خدمات الأونروا في البداية كتير منيحة كانوا يعطونا إعاشة ويعطونا أدوية ويدخلونا مستشفى وكانت الطبابة (العلاج) كتير منيحة" لكن الآن بعد تقليص المساعدات أصبح وضع الفلسطينيين في المخيمات سيئا للغاية.

ويعتمد اللاجئون، الممنوعون من تولي أغلب الوظائف في لبنان، على الأونروا في الحصول على الخدمات الأساسية.
والولايات المتحدة أكبر دولة تاريخيا تمنح مساعدات للأونروا ولكنها قالت هذا الشهر إنها ستوقف دفع أكثر من نصف المبلغ الذي كانت تعتزم دفعه هذا العام وهو 125 مليون دولار مع اتساع شقة الخلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعماء الفلسطينيين.

وشكك ترامب الذي تعرض لإدانة فلسطينية لقراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في جدوى مثل هذا التمويل.
وهدد مرة أخرى الأسبوع الماضي بحجب المساعدات عن الفلسطينيين ما لم يسعوا للسلام مع إسرائيل واتهمهم بعدم احترام الولايات المتحدة لرفضهم لقاء مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي خلال زيارته الأخيرة للمنطقة.

وانتشرت سريعا أنباء التصريحات التي وردت في كلمة ألقاها ترامب في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا في أزقة مخيم برج البراجنة في ضواحي بيروت الجنوبية.
وتواجه الأونروا بالفعل أزمة مالية واضطرت في لبنان للتكيف مع وصول 30 ألف لاجئ فلسطيني جدد فروا من سوريا التي تمزقها حرب أهلية.

وقال كلوديو كوردوني مدير الأونروا في لبنان "أمر صعب للغاية أن تكون لاجئا فلسطينيا في مثل هذه الأيام. من ناحية ليس هناك أفق لحل سياسي في وقت قريب كما أن الظروف المعيشية صعبة".
وأضاف ردا على سؤال عن أثر خفض المساعدات قائلا "أي شيء يقلل من الدعم الذي نقدمه لهم سيكون له أثر كبير وخطير على الحياة اليومية".

تأسست الأونروا عام 1949 بعد أن فر مئات الألوف من الفلسطينيين أو طردوا من ديارهم في حرب عام 1948 في أعقاب تأسيس دولة "إسرائيل".
وتتذكر ليلى المغربي، وهي امرأة أخرى من مركز المسنين، مغادرتها منزلها في عكا وهي فتاة صغيرة. وعاشت ليلى معظم السبعين عاما التي مضت منذ مغادرتها عكا في مخيم برج البراجنة.

وقالت "كنا ساكنين جنب البحر قدام القلعة.. هونيك كنا ساكنين هونيك خلفونا وربينا.. وبعدين أجت (جاءت) إسرائيل و(حدث) ضرب وقصف.. صرنا نهرب من محل لمحل".
ويقع برج البراجنة قرب شارع رئيسي في جنوب بيروت حيث ترفرف أعلام فلسطين وتتدلى صور الزعيم الراحل ياسر عرفات على الجدران. وسجلت الأونروا نحو 18 ألف لاجئ فلسطيني هناك.

والطرق الموجودة في شبكة الأزقة الواقعة خلف الشارع الرئيسي الضيق بالمخيم أضيق من أن تسمح بمرور سيارة بها وتحجب شبكة من الأسلاك وأنابيب المياه الضوء.
وقالت أميرة نصار "إحنا كفلسطينية منكوبين، يعني يدوب الواحد يجيب أكل لأولاده وما في شغل، يعني أغلب الفلسطينية قاعدة بدون شغل ما في شغل".

وفي مكان قريب يتدفق الناس كبارا وصغارا على مستشفى للأونروا.
وأطلقت الأونروا حملة عالمية كي تقدم الدول والمانحون معونات لمساعدتها على مواجهة نقص التمويل.
وقال كوردوني "لدينا تفويض واضح، وهو تفويض إنساني. نريد أن نقدم الدعم عن طريق المدارس وعن طريق الصحة وخدمات أخرى. شعب معرض للخطر بشدة ذلك الذي تدعمه الأونروا في لبنان ودول أخرى. ونحن مصممون على الاستمرار في القيام بذلك".




تاريخ الاضافة: 01-02-2018
طباعة