"الخليلي" يعيد "الروح" لسيارات الكلاسيك بفلسطين

نتيجة بحث الصور عن مدينة الخليل

على الطريق العام ما بين بلدة بيرزيت ورام الله، وعلى مشارف بلدة "سردا" تحديدا، يعكف المواطن عمر الخليلي (45 عاما)، على إعادة الحياة، للعشرات من السيارات التراثية القديمة، التي باتت مطلب الهواة وتشارك في معارض متخصصة للسيارات الكلاسيكية القديمة.

في ساحة محله تصطف عشرات السيارات القديمة، التي لا تعمل وتنتظر من "الخليلي" أن يعيد لها الحياة، بعضها من نوع (موريس) البريطانية، والبعض الآخر من نوع (دوج) و(فورد) الأمريكية الصنع، و(المرسيدس) و(فولكسفايجن) و(الاوبيل) الألمانية، و(الفيات) الإيطالية، و(البيجو) الفرنسية.

أشكال وألوان وموديلات مر على صنعها نحو 80 عاما، تنتظر ساعة دخولها الكراج لإصلاح جسمها الخارجي (البودي)، حيث تخضع للتجليس والدهان الحراري، "وتخرج مثل العروس" كما يقول "الخليلي"، فيما يتم معالجة الماتور وإصلاحه أو استبداله لتعود له الحياة.

"بعض هذه السيارات تم شراؤها من برلين الألمانية، وأخرى من مرسيليا الفرنسية، وثالثة من بوسطن الأمريكية، وغيرها من عواصم غربية، وتم نقلها عبر البحار، وبعضها الآخر من داخل فلسطين، حيث هناك تجار متخصصون في خردا السيارات"، كما قال لنا عمر الخليلي، أحد أهم هواة السيارات القديمة في فلسطين.

يقول "الخليلي: "لا تستغرب أن هناك طلبا كبيرا على هذا النوع من السيارات القديمة، وهي تجارة رائجة، وأكثر الذين يبحثون عنها شركات الإنتاج السينمائي، إذ يدفعون مقابل شرائها مبالغ طائلة لاستخدامها في إخراج الأفلام القديمة، كما يبحث عنها الأثرياء كتراث للاقتناء، وكذلك أصحاب المعارض الكلاسيكية".

ويضيف: "أكثر من عشرة سيارات أعدنا الحياة لها، شاركت في أفلام عالمية، فقد قمنا ببيع سيارة (موريس) لشركة انتاج سينمائي بريطانية، وتم نقلها عبر ميناء حيفا، وشاركت سيارة أخرى تم شراؤها لصالح شركة (عاج) للإنتاج السينمائي، بمسلسل سوري، كما استخدم المخرج والممثل الفلسطيني محمد بكري العديد من سياراتنا، في فلمي الطريق إلى جنين وعائد إلى حيفا".

وأشار "الخليلي" إلى أن سيارات كراجه التاريخي شاركت في العديد من المعارض الخاصة بالسيارات الكلاسيكية التراثية القديمة، كمعرض السيارات القديمة في رام الله عام 2008م ومعرض تراث للسيارات القديمة في جرش عام 2015م، وأحيانا يتم استئجارها لزفة العرسان وبعض الرحل الترفيهية وغيرها.

وعن هوايته واستمتاعه بهذ الحرفة، يقول "الخليلي": "منذ صغري وأنا أحب السيارات، وكنت أصنعها من أسلاك المعدن الرقيقة ألعب وألهو بها، وأحيانا كنت أصنع سيارة من الخشب أو الكرتون، فجزء من مهنتي هواية أكثر من كونها صنعة وحرفة".

"الخليلي" الذي يمتلك سيارة حديثة من نوع (BMW)، يحب أن يتجول في شوارع رام الله بسيارته المرسيدس الكلاسيكية القديمة 190 موديل 1956م، يقول: "إذا ما دخلت بها شارع الإرسال أو شارع ركب وسط رام الله، حتى ينهال المعجبون، لأخذ صور تذكارية مع السيارة التاريخية".

ويعتز "الخليلي" بسيارته المرسيدس (190)، ويرفض بيعها ولو بأغلى الأثمان، "فهي بالنسبة لك كنز غال ثمين ليس من السهل أن يفرط به"، ويضيف، "أنه عندما يجلس بداخلها أو ينظر إليها بتأمل، يشتم رائحة التاريخ، وأيام زمان.. أيام الخير والبركة والعز، ويتمنى أن يعود بسيارته الكلاسيكية إلى مدينة اللد التي هُجِّر منها والداه إبان النكبة عام 1948م".

ويفخر "الخليلي" بأنه أعاد الحياة إلى العشرات من السيارات التي كانت هيكلا عظميا، وهو اليوم مشغول، بإصلاح مركبة من نوع مرسيدس، كانت تنقل الركاب من (القدس ونابلس إلى عمان ودمشق وبيروت) قبيل نكسة عام 1967م ، وأخرى لتاجر ثري كان يتنقل بها ما بين حيفا وحلب، وثالثة لطبيب فلسطيني كان يعمل في الكويت، ويأتي بها في عطلة الصيف عبر الصحراء إلى مسقط رأسه في رام الله.
تاريخ الاضافة: 04-12-2017
طباعة