«عين الحلوة».. خارطة طريق لعودة الثقة بالأمن


في رسالة طمأنة لأبناء وأهالي مخيم عين الحلوة لاستئناف حياتهم الطبيعية، ولإدارة وموظفي وكالة الأونروا لاستئناف الدراسة في مدارس المخيم، وللسلطات اللبنانية بأن القوى الفلسطينية تمسك بزمام الوضع في المخيم، بعدما ألقت الأحداث الأمنية الأخيرة بثقلها على مختلف المرافق فيه ومددت عطلة مدارسه يومين اضافيين، وخلقت اجواء من القلق من تجدد تلك الأحداث في اي لحظة، وضعت اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا ما يشبه خارطة طريق للخروج من الوضع الأمني المأزوم في المخيم توزعت على ثلاثة مسارات: أمني وتمثل في الاعلان عن وضع قيادة الأمن الوطني المشتبه بهما في قضية اغتيال الفلسطينيين سامر حميد ومحمود صالح، بتصرف القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة لمباشرة التحقيق معهما بموازاة تكثيف التحقيقات من اجل كشف وتوقيف منفذ عملية اغتيال الفلسطيني ابراهيم منصور. والمسار الثاني اجتماعي ويتمثل في متابعة الاجراءات والخطوات الكفيلة باعادة دورة الحياة الطبيعية للمخيم عبر نشر عناصر القوة الأمنية في كافة الأماكن التي كانت ساحة للاحداث والتوترات الأمنية الأخيرة، والمسار الثالث تربوي من خلال دعوة ادارة الأونروا لفتح أبواب مدارسها في المخيم أمام الطلاب بدءا من اليوم الخميس.

وعلمت «المستقبل» ان هذه القرارات والتي اتخذت في اجتماع موسع للجنة الأمنية الفلسطينية العليا عقد في مقر القوة الأمنية في المخيم، حظيت بإجماع وموافقة كافة الأطراف وفي مقدمهم رئيس اللجنة قائد الأمن الوطني اللواء صبحي ابو عرب رغم تغيبه عن الاجتماع.

مدير «الأونروا»

وتزامن الاجتماع ومقرراته مع زيارة مفاجئة وبالغة الدلالة قام بها المدير العام المكلف للأونروا في لبنان، حكم شهوان، للمخيم، تفقد خلالها عددا من المراكز والمدارس والعيادات التابعة للوكالة وخاصة ضمن نطاق الأحياء التي شهدت الاشتباكات الأخيرة. وأكّد شهوان خلال الجولة أن زيارته بمثابة رسالة إلى كل من يعنيه الأمر بأن سلامة وأمن طلاب وموظفي الأونروا فوق كل اعتبار. وان الوكالة لن تتخلى عن واجبها في خدمة اللاجئين الفلسطينيين رغم التحديات والصعوبات، وسيبقى التركيز الأساسي على تأمين بيئة آمنة مناسبة للموظفين والمستفيدين من خدمات الوكالة على حد سواء، لافتا إلى أن فريق الأمن والحماية في «الأونروا» سيقوم بتأمين ممرات أكثر أمناً بين المدارس لحماية الطلاب والموظفين.

كما زار شهوان ثكنة زغيب العسكرية في صيدا والتقى رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن خضر حمود بحضور مديري منطقتي صيدا وصور في الأونروا ابراهيم الخطيب وفوزي كساب. وجرى عرض للأوضاع الأمنية والاجتماعية والتربوية للاجئين في المخيمات.

مصادر فلسطينية مواكبة للحراك الفلسطيني الراهن على خط تثبيت الهدوء في عين الحلوة اعتبرت ان اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا بكل الأطياف الممثلة فيها، وباتخاذها هذه القرارات التي تتسم بكثير من الجدية والمسؤولية العالية في آن، تضع نفسها من جديد أمام اختبار مدى قدرتها على تثبيت الاستقرار في المخيم ومنع أي محاولة للإخلال بأمنه او أمن الجوار، وتوجيه رسائل توحي بالثقة والاطمئنان الى اهل المخيم كما الى الجوار اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية بأنها على قدر هذا التحدي. لكن – تضيف هذه المصادر- تبقى العبرة في ترجمة هذه القرارات بشكل عملي خاصة في ما يتعلق بتوقيف المشتبه بهم في جرائم الاغتيال الأخيرة وتسليم من يثبت تورطه منه وعدم إغفال عمليات اغتيال وجرائم قتل حصلت سابقاً في المخيم.

المصدر: المستقبل
تاريخ الاضافة: 07-01-2017
طباعة