بعيد الأم.. تتقزم الهدايا أمام وصايا الشهداء لأمهاتهم


لم تخل وصية كتبها شهيد في الانتفاضة الحالية من ذكر للأم بشكل يعكس الارتباط الوجداني الطبيعي بين الإنسان وأمه لتكون آخر ذكرى بين الشهيد وعائلته قبل رحيله مُنفّذًا عمليته ضد قوات الاحتلال أو مستوطنيه.

وبذكرى عيد الأم تبرز تلك الوصايا مرة أخرى، ففي الوقت الذي يتزاحم فيه الشبان والفتيات لشراء الهدايا والمقتنيات لأمهاتهم في هذا اليوم.. كانت الوصايا هي الهدايا الأخيرة التي تستذكرها أمهات الشهداء عن أبنائهن.

الشهيد محمود أبو فنونة والذي ارتقى في (18-3-2016) في مدينة الخليل، كتب وصيته مخاطبًا أمه: "أتمنى من الله فقط أن تكوني أسعد مني يا أمي"، ولأبيه محمد المأخوذ دائما إلى السجون "أنت أغلى ما أملك".

بينما كتب الشهيد مؤيد جبارين، من بلدة سعير، والذي ارتقى يوم (14-1-2016) في وصية عثر عليها في منزله ووجهها لوالديه "يا رب تسامحيني يا أمي، يا رب تسامحني يا أبي، سوف أقتل جنديين إسرائيليين، وآخذ بثأري منهم.. تزعلي يا أمي، ابنك شهيد ورافع رأس فلسطين.. أتمنى أن تسامحوني، وإن شاء الله شهيد، وآسف جدًّا جدًّا على ما سببته لكم، وإن شاء الله ربنا بصبركم".

الأم حاضرة بكل الوصايا
وكان الشهيد المقدسي بهاء عليان منفذ عملية القدس الشهيرة مطلع الأحداث الجارية، قال في البند الثالث من وصيته العشرية: "أوصيكم بأمي.. لا ترهقوها بأسئلتكم الهدف منها استعطاف مشاعر المشاهدين وليس أكثر."

أما الشهيد محمد أحمد كميل، من بلدة قباطية، وهو أحد فدائييها الثلاثة الذين نفذوا عملية القدس، فقد كتب في وصيته: ".. يا أمي وأبي وإخواني سامحوني أريد أن أضحي بدمي لله تعالى... أريد أن أكون شهيدًا.. يامو.. من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه.. لا تبك يا أمي، وإن شا الله أشفع لكم في الجنة.. يا أمي، ابنك رحل شهيدًا.. يا مو ويا أبي، ارفعوا رؤوسكم بابنكم، وإني أريد الآخرة.. ويامو ما بدي الحياة."

ولا زالت محفورة في الذاكرة، وصية الشهيد أحمد عامر من بلدة مسحة قضاء سلفيت والذي قضى في (8-3-2016) حين رفض أن يرحل عن الدنيا دون أن يوصي والديه بسداد مبلغ 60 شيقل ديون عليه في الوقت الذي يرتفع فيه المتخمون على دماء الوطن بنهب الملايين؛ حيث قال في وصيته: "بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إلى أمي وأبي الأعزاء، سامحوني، وارضوا عني فإني شهيد بإذن الله، والحمد لله على كل شيء".

وأضاف: "أريد منكم أن لا تذكروا محاسني، بل اذكروا مساوئي ليسامحني الناس عليها وأكسب أجرها، وهناك ناس لهم عليّ دين: رامي محيي الدين 8 شيكل، وخالي حمد الله 20 شيكل ومطعم البيك 32 شيكل".

لا يوجد أم تنسى
وتقول والدة الشهيد محمد كميل لمراسلنا إنه لا يوجد أم تنسى ابنها، ومع كل مناسبة تتجدد الذكريات، مشيرة إلى أن العزاء الوحيد هو أنهم رحلوا شهداء.

بينما طالب الناشط المجتمعي سائد حماد لمراسلنا بأن يكون عيد الأم لهذا العام مناسبة لزيارة أمهات الشهداء وتقديم الهدايا لهن، وأن يَكنّ عنوان هذا اليوم تقديرًا من المجتمع وإخلاصًا لأبنائهن الشهداء.
تاريخ الاضافة: 25-03-2016
طباعة