إنتماء 2016.. تميّز وانتشار جغرافيّ واسع في إحياء ثقافة العودة


يولدون من المرايا، يُولدون من الزوايا، يُولدون من البراعم، وسيولدون من البداية والحكاية، ويُولدون بلا نهايةْ..

إنّه الانتماء لأرض أنجبت الورد والخزامى والزّعفران والشهداء، إنتماءٌ كان ولا يزال أكبر من كل قِوى الاحتلال الاسرائيليّ، مهما تعاظمت على مرّ السنين.

ولأنّ الانتماء للأرض هو الاستمرار والقوّة والصّمود، تستعدّ الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية "إنتماء" لإطلاق فعالياتها في شهر النكبة أيار (مايو) كما كلّ عام، كحالةٍ رمزيةٍ تحمل في طياتها الشعور بالمسؤولية اتجاه القضيّة الفلسطينية، والعمل لأجلها.

من تشيلي البداية
وفي بدايةٍ مميزة عن كلّ عام، بدأت الحملة في عامها السابع 2016 إطلالتها الأولى من جمهورية "تشيلي" في القارة الأميركية اللاتينية مع رئيس الهيئة الفلسطينية للرياضة، زياد العالول، الذي حمل فكرة "إنتماء" إلى تشيلي والتقى بعدد من وجهاء الجالية الفلسطينية، حيث يعمل على التحضّير لمرحلة من التعاون ضمن برامج الحملة.

المنسق العام لحملة "إنتماء"، ياسر قدورة، أعلن في حديث مع شبكة العودة الإخبارية أنّ «تحضيرات المؤسسات المشاركة في الحملة بدأت مند فترة، لا سيّما فيما يتعلق بالخطة الإعلامية والترتيب مع البلدان المختلفة». مشيراً إلى أنّ الحملة قد انطلقت جزئياً مع بداية شهر مارس الجاري من خلال مؤتمر شباب فلسطين الدّولي "إبداعٌ وعمل" في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث تمّ تخصيص ندوة لشرح فكرة الحملة، تبنّاها معظم الحاضرين وانطلقوا بها إلى عدة دول.

والنجاح الفعليّ بأيّ عملٍ سواء وطنيّ أو غيره، يقتضي التمتّع بالتميّز والإبداع الدائمين لخلق جوٍّ من التفاعل والقوّة في إيصال الأفكار بشتى السّبل، وعلى أوسع نطاق. هنا يضيف قدورة «أنّ عام 2016 سيشهد نقلة مميزة في الانتشار الجغرافي لفكرة الحملة، وستضع عدة دولٍ جديدة بصماتها في العمل الوطني كتونس والمغرب والسودان وماليزيا وأميركا الجنوبية، إضافة إلى الدول السابقة.

تميّزٌ وإبداعٌ في العمل
ولأنّ الشباب هم العنصر الحيوي في أيّ عمل، تسعى الحملة ليكون الشباب العنصر الأبرز فيها، سواء لجهة نوعية الفعاليات أو في التركيز على تعميق الوعي بأهمية تثبيت الهوية في مواجهة المشروع الصهيوني. كذلك تضطلع الحملة لأن يكون للمرأة دور أوسع وأشمل في الحملة، عن السنوات السابقة.

كذلك ومن مقوّمات نجاح أيّ فكرة إلى جانب التميّز والإبداع في الأفكار والعمل، لا بدّ من التميّز على صعيد الإعلام. فتحفيز الإعلام على الانخراط في برنامج الحملة وفي تعزيز الهوية الفلسطينية، هي واحدة من تلك الوسائل التي تعوّل عليها الحملة لتحقيق نجاحها.

ويشير المنسق العام لحملة "إنتماء" في لبنان، سامي حمّود، إلى أنّ اللجنة التحضيرية بدأت بجولة تواصل مع عدد كبير من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، لتكون عنصراً فاعلاً في تحقيق أهداف الحملة في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من أبناء الشعب الفلسطيني، وتحفيزهم على التعبير عن انتمائهم بطرقٍ مختلفة كارتداء اللباس التراثي الفلسطيني وكل ما يرمز لفلسطين، ورفع العلم الفلسطيني طوال شهر أيار (مايو)، والمشاركة في مسيرات واعتصامات في ذكرى النكبة.

كذلك تنظيم الحملات الإعلامية الإلكترونية والثقافية في أوساط اللاجئين الفلسطينيين، والاستفادة من جهود المناصرين للقضية الفلسطينية، للتأكيد على أن سنوات الاحتلال لن تعطي شرعيّةً له.

فتلك الأجيال الفلسطينية التي رسمت أحلامها بلون ورائحة فلسطين، لن تكلّ أو تملّ في حمل الهمّ الفلسطينيّ وإحياء الانتماء للأرض، وإرباك حسابات الاحتلال..
تاريخ الاضافة: 18-03-2016
طباعة