« الفلسطينيون في الشتات... حرب الإلغاء بدأت »







ربما هي أصعب الحروب التي يخوضها الشعب الفلسطيني في الشتات، فـ"وكالة غوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين – الأونروا" تخوض حرب إلغاء تجاه أبناء المخيمات الفلسطينية.

آخر فصول هذه الحرب تقليص الاونروا خدماتها الصحية والتربوية بشكل ممنهج من خلال تجويف "الانروا" من خدماتها الأساسية وتحويلها إلى مفوضية سامية تأخذ بعداً إنسانيا بحيث تصبح الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن تأمين حاجات الفلسطينيين وخدماتها مثل المواطن اللبناني ليصبح التوطين على الشعب الفلسطيني فرضا واجباً بطريقة ناعمة.

ومما لاشك فيه أن سياسات الأنروا هذه ليست آتية من فراغ أو بسبب عدم دفع الدولة المانحة للانروا مستحقاتها المالية بل هي بطلب إسرائيلي مسبق متعلق بالحل النهائي لقضية الفلسطينية وينفذ بشكل متدرج وعلى مدى خمس سنوات وان تقليص الخدمات الصحية والتربوية هي من أحد بنود هذه الخطة الاسرائيلية .

هذا الأمر دفع بالفلسطينين إلى إنشاء خلية أزمة لمواجهة سياسات الاونروا وخصوصاً أن الأزمة ليست هي تأمين دواء أو دخول مستشفى أو حتى تتعلق بصرف ميزانية للتعليم وفتح مدارس جديدة لاستيعاب طلاب المخميات بل يراها الفلسطينيون مؤامرة لنزع صفة اللجوء عنهم لشطب حقهم في العودة إلى أرضهم.

فؤاد عثمان فلسطيني في العقد الخامس من عمره وهو ناشط في العمل الاجتماعي والسياسي يرى أن تخلي الاونروا عن مسؤولياتها تجاه الفلسطينين يهدف إلى إيجاد تسويه سياسيه مذله تفرض على الشعب الفلسطيني بعيداً عن حق العودة . وأن هذا الأمر ليس له علاقه بالأزمة المالية للدولة المانحة وخصوصاً أن المبلغ المطلوب قليلا نسبياً بما تدفعه بعض الدول ولاسيما منها المملكات العربية لتمويل الحروب في البلاد العربية.

توافق الشابة الفلسطينية هديل الزعبي أن سياسة الاونروا لم تعد مقتصرة على تقليص الاعاشة و غيرها، انما هذه التقليصات غير المسبوقة ترتبط بحق العودة. وفي الوقت عينه تنتقد دور السلطة الفلسطينية التي بنظرها لا تلتفت إلى لاجئي لبنان في ظل هذه الحرب الأممية التي تشن عليهم ، ولاسيما أنهم يعانون من حرمان من أبسط حقوقهم المدنية و من ادنى مقومات العيش و الصمود. وبرأي هديل التي تحاول ايجاد فرصة عمل تؤمن لها عيشا كريماً أن السلطة الفلسطينية إذا ما لم تأخذ دورها في إيلاء هذه القضية حيزاً كبيراً وفعالاً تكون شريكة في إنهاء قضية حق العودة .

وتدعو إبنة مخيم عين الحلوة شرائح الشعب الفلسطينية كافة إلى المشاركة الفعالة في المعركة و التصدي لهذه القرارات بكل قوة وغصب و راديكالية حتى لو لم نكن سلميين.

مشهد قوارب الموت في البحر الأبيض المتوسط التي كان يبحر على متنها عائلات فلسطينية وسورية ولبنانية لاتفارق مخيلة إبن مخيم عين الحلوة الناشط الشبابي محمود عطايا فهو يرى في الهجرة هرباً من الأزمة التي يعاني منها الفلسطينيون في لبنان مطلباً إسرائيليا من خلال تخليهم عن حق العودة إلى فلسطين. ويؤكد أن لاسبيل للشعب الفلسطيني في العودة إلا من خلال التصدي لسياسات الأونروا . مشيراً إلى أن بقاء المخيمات الفلسطينية و اللاجئين في دول الطوق (لبنان سوريا الأردن) هو بحد ذاته صمود و مقاومة لحين العودة وخصوصاً أن درب التحرير لن يمر من شوارع العواصم الأوربية وحاناتها .

المصدر: الميادين


» تاريخ النشر: 13-02-2016
» تاريخ الحفظ:
» رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان
.:: http://palteachers.com/ ::.