منزلٌ للبيع في مخيم نهر البارد لعلاج مريم المصابة بالسرطان


تقطن الطفلة الفلسطينية مريم في مخيم نهر البارد (شمال لبنان). تعيشُ وعائلتها المكونة من عشرة أشخاص في بيت متواضع، حصلوا عليه من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قبل فترة قصيرة. في خلال عام 2007، دُمّر منزلهم بالكامل نتيجة المعارك التي جرت في المخيّم نهر البارد، قبل أن تعيد الوكالة ترميمه.

تُعاني مريم من مرض السرطان، وعائلتها مضطرة إلى تأمين 50 في المائة من كلفة العلاج، في حين تؤمّن الأونروا عادة بقيّة المبلغ المتوجّب للعلاج.

على الرغم من ذلك، تعجز العائلة في كثير من الأحيان عن تأمين كلفة علاجها. فتقول والدة مريم إنه "في البداية، كنا نعمد إلى الاستدانة. واليوم، تراكمت الديون علينا". تضيف: "في الوقت الحالي، أصبحنا عاجزين عن تأمين المال لعلاج مريم، وما من خيار أمامنا إلا بيع منزلنا. باختصار، ضاقت بنا السبل. وما زاد من معاناتنا، هو تخفيض نسبة المساعدات التي كنا نحصل عليها من الأونروا".

وتصف الوالدة القرار بـ "الظالم والجائر. فكلفة علاج ابنتي مريم مرتفعة جداً". وهكذا، "رأينا أنفسنا مضطرين إلى عرض منزلنا للبيع حتى نتمكن من تغطية تكاليف العلاج، وسداد الديون المتراكمة".

بالإضافة إلى مرض مريم، تعاني شقيقتها من مرض في الأعصاب. فتشرح الوالدة أن "ابنتي الأخرى أيضاً تحتاج إلى علاج دائم. وهذا ما دفع زوجي أكثر في اتجاه عرض منزلنا للبيع، حتى يستطيع تأمين مصاريف العلاج لابنتينا". لكن مصاريف أخرى تترتّب على كاهله، إذ هو ينفق على عائلته المكوّنة من تسعة أفراد، لا يعمل أي منهم".

في هذا الإطار، يقول وسام محمد وهو أحد أعضاء رابطة الإعلاميّين الفلسطينيّين في مخيّم نهر البارد، إنه بعد الاتصال بالمصادر الطبيّة المعنيّة، "تبيّن أن مريم في حاجة إلى علاج على مدى خمس سنوات. وعلاجها ينقسم إلى قسمَين: الأول وهو كناية عن الأدوية التي يجب أن تتناولها باستمرار، والثاني هو العلاج الكيميائي الذي يجب أن تحصل عليه مرّة واحدة في الأسبوع". أضاف أن "العلاج يمتدّ على خمس سنوات، على أمل أن تستفيد مريم منه وتشفى من مرضها".

بالنسبة إلى الوالدة، لم يبقَ أمامهم إلا "مناشدة أهل الخير". فتقول: "أناشد أهل الخير لتقديم المساعدة لنا، حتى نتمكّن من متابعة علاج مريم.. حتى تبقى صغيرتنا على قيد الحياة". وتذكر أن شقيقتها أيضاً في حاجة إلى العلاج والأدوية.

المصدر: العربي الجديد
تاريخ الاضافة: 28-02-2015
طباعة