« اللاجئ الفلسطييني "فواز الشهابي" يروي فلسطين الذاكرة »








فواز الشهابي أحد الشهــود العيان على النكـــبة، قبـــل 66 سنة. كـان حــاضراً في معاركها، ولم يتبق غير الذكرى.

فواز من مواليد قرية لوبية في العام 1936، يقول: كنت في الصف الرابع الابتدائي عندما بدأت العمليات العسكرية ضد شعبنا. بدأت الهجمات في شــهر شباط. المعركة الأولى كانت في قرية الشجرة، وهي قرية الرسام الفلسطـــيني ناجي العلي، حيث «قام اليهود بنصب كمين لمجموعة شبان من الـــقرية كانوا في طريق عودتهم من منطقة لوبية ينقلون الســـلاح، فاستشهد أحد الشبان جــراء الكمين». ثم حاول الشبان سحب جثة الشهيد، فاستشهد أحمد الشهابي وتوالت المعارك.

هاجمت العصابات الصهيونية القرى العربية الضعيفة، كقرية عرب ناصر الدين الواقعة قرب بحيرة طبرية، فسقط أهلها جميعا شهداء، وبقي على قيد الحياة ثلاثة أطفال فقط، أحضروهم إلى قريتنا. ثم بدأت المعارك في طبرية، التي تبعد عن لوبية أحد عشر كيلومتراً. حوصر أهاليها، الذين لم يكن لديهم طعام للأطفال. فتدخل «مستر هوك»، وهو مسؤول العمليات العسكرية البريطانية، فأخرج الأهالي بشاحنات الجيش البريطاني. ثم كان سقوط طبرية. يضيف «عندها قام كبار قريتنا بدعوة القرى والمدن الأخرى لشن هجوم على الصهاينة، واستعادة طبرية، وكان موقع طبرية صعباً جداّ، لأنها منطقة منخفضة وسط غور، ويوجد فيها مستعمرون، يعيشون في مستعمرات على الشارع العام المتصل بطبرية، وكان على المقاتلين الاستيلاء على المستعمرتين، بعد ذلك يتجهون إلى طبرية. لكن زعيم طبرية رفض ذلك، لأنها ستكون معركة مكلفة جدا، ويتطلب تدمير المستعمرتين بالكامل، فتم الغاء العملية».

وفي 15 أيار، انسحبت الجيوش البريطانية من فلسطين. «شاهدنا طائرتين عسكريتين تابعتين للصهاينة. إذ سلمهم الإنكليز الأسلحة وسكك الحديد. وقام الصهاينة بطرد العمال العرب من حيفا ويافا. والدي كان يعمل في حيفا فطردوه. وبعد الاستيلاء على المرافق الحيوية، تابع الصهاينة هجومهم على المناطق والقرى الفلسطينية، لتفريغ أهلها منها والاستيلاء عليها».

ويتذكر الشهابي «حصل هجوم على قريتنا بواسطة طائرتين، فتصدى المقاتلون للطائرات، ما اضطر طائرة للعودة، أما الأخرى فلم تستطع إصابة أهدافها. وبعد شهر تقريبا، أغاروا بالطائرات ليلاً على بلدتنا، فاستشهد شخصان. وفي الصباح فتح الأهالي المغاور للاحتماء بداخلها. استمرت الغارات ليلاً، لكن لم يصب أحد بأذى، واستمرت المعارك، وسقطت مدن فلسطينية كثيرة، فسقطت عكا ثم حيفا وبعدها يافا وصفد التي قاومت بشراسة».

ويتابع: وعند وصول جيش الإنقاذ، كانت بلدتنا قد سقطت. لكن المقاتلين أعادوها قبل وصول الجيش، فقد كان في قريتنا مقاتلون من سلاح الفرسان في الجيش البريطاني، فأقاموا التحصينات، فكانوا يملكون خبرة قتالية. ولكن سقوط القرى والبلدات المجاورة كلها، أثر سلبا في بلدتنا. وبدأت المعركة عند الساعة الثانية ليلاً في لوبية، بهجوم للمشاة، وبالدبابات. واستمرت المعركة حتى الصباح. وتم تدمير الدبابات والاستيلاء على ثلاث دبابات تابعة للعدو، سلمها أهل البلدة إلى جيش الإنقاذ. وخلال المعركة استشهد نحو ثمانية عشر شاباً من عائلتنا ومن ضمنهم خالي. لكن قوة الدفاع أجبرت القوات الصهيونية على الانسحاب، وتدخل الطيران السوري، وقصفهم الصهاينة. وشاهد الشهابي «نحو سبعة وعشرين جثة لليهود. إلا انهم بدأوا القصف من مدفعية بعيدة المدى على القرية، حيث بدأت القرى الفلسطينية بالسقوط، وتوالى سقوط القرى المجاورة، وقام الصهاينة بقصف صفوريه بالطائرات». ويتابع: «سقطت القرية.. حتى جيش الإنقاذ هرب من المعركة واستلم اليهود مكانهم بعد الهجوم من ناحية صفوريه».

استمرت العمليات العسكرية نحو ثلاثة أشهر، وسقطت المدن، وطرد الفلسطينيون من عكا وحيفا عبر البحر إلى لبنان. ويرى أن «الجميع تآمر على الشعب الفلسطيني والجميع ساعد الصهاينة في الاستيلاء على فلسطين، وطرد أهلها منها».

المصدر: انتصار الدنان - السفير


» تاريخ النشر: 15-05-2014
» تاريخ الحفظ:
» رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان
.:: http://palteachers.com/ ::.