« الهولوكوست وفلسطينيون تحت الاختبار »






http://nozion.net/wp-content/uploads/2010/12/Holocaust.jpg

د.عصام شاور
أكثر ما يغيظني استغباء الشعوب واستحقارهم والتعامل معهم وكأنهم قطعان من الماشية، وكأن أصحاب تلك النظرة هم علية القوم ونخبته, فهم يعتقدون أنهم قادرون على خداع الناس ببضع كلمات أو آيات من القرآن إن لزم الأمر.

في آذار الماضي زار وفد أكاديمي فلسطيني بقيادة البروفيسور محمد سليمان الدجاني ما يسمى بمعسكرات الموت النازية في كراكاو و اوشفيتز في بولندا. الفلسطينيون اعتبروا الزيارة تطبيعية, وقد وصفها بعضهم بالخيانية, وقد تبرأت جامعة القدس التي يعمل فيها الدجاني وغيرها من الجامعات الفلسطينية من ذلك العار, وظننا أن القصة انتهت عند ذلك الحد.

تبين أن القصة لم تنته, بعد أن خرج علينا الدجاني ليبرر فعلته الشنيعة, وأكد أنه غير نادم على ما فعله, وأشاد بمن شجعه من الأوروبيين وغير الأوروبيين الذين اعتبروا ما أقدم عليه "بطولة" أو "شجاعة" يستحق عليها جائزة نوبل للسلام أو للانبطاح لا فرق، ثم جاء من بعده أحد تلامذته وهو سليم سويدان فكتب مقالاً بعنوان "في وجه العاصفة", ليبرر ما فعله, مبتدئًا بأن رحلته علمية وأنهم ما خرجوا إلا تطبيقًا لقوله تعالى: "وقل رب زدني علمًا"، ثم جاء بآيات عديدة ظنًا منه أنه يستطيع خداعنا, ولكنه بذلك أظهر لنا سطحية ما كان لها أن تكون في أكاديمي بدرجة سويدان.

المرتكز الأساس لسويدان والدجاني على براءة الزيارة أنها لم تكن مدعومة من العدو الإسرائيلي, وأن منظمتها هي جامعة فريدريش شيلر الألمانية. ولهدم ذلك المرتكز وإثبات أن الزيارة ليست بريئة نضع جانبًا من الحقيقة أمام القراء.

في عام 2011 نجح معهد إسرائيلي في حيفا في تشكيل "الاتحاد العالمي للبحث في معاداة السامية والعنصرية", والمكون من مجموعة مؤسسات من (إسرائيل) وأمريكا وأوروبا, ومنها جامعة فريدريش شيلر، والهدف الرئيس للاتحاد هو بعث الحياة من جديد في مفهوم "معاداة السامية", ويقوم على دعوة أكاديميين من مختلف أنحاء العالم وعقد مؤتمرات وورش عمل مكثفة وزيارات، وقد كانت زيارة الوفد الأكاديمي الفلسطيني من ضمن تلك النشاطات، أي أنهم أشبه بحقل التجارب قد يخرج من بينهم من يدافع عن السامية والمحرقة وعن التاريخ اليهودي المزور.

للحقيقة نقول: إن سليم سويدان ذكر جزءًا من حقيقة المحرقة في بولندا, حيث قال: لا تعتبر الهولوكوست مجزرة ضد اليهود فحسب, فضحايا الهولوكوست كانوا من اليهود والمثليين جنسيًا والمرضى النفسيين المعاقين جسديًا وغيرهم, ولكنه لم يذكر الخونة والجواسيس, حيث كان هؤلاء من بين من استهدفهم هتلر، ونحن نؤكد تلك الحقيقة, ونؤكد أيضًا أن عدد هؤلاء جميعًا لم يتجاوز المليون, واستهداف اليهود لم يكن على خلفية دينية فقط, بل لانحرافات جنسية وأمراض عقلية وعلى خلفية تهمة الخيانة، وإن كان الوضع كذلك فلماذا يحج أولئك المغفلون إلى قبور الخونة والشاذين؟ فزيارة إلى البحر الميت حيث أهلك الله قوم لوط تجزيهم وتكفيهم ويزدادون بها علماً وعظة.


» تاريخ النشر: 22-04-2014
» تاريخ الحفظ:
» رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان
.:: http://palteachers.com/ ::.