« صور: تراث فلسطين في «متحف أبو أدهم» »








تخيل محمود دكور «أبو أدهم»، موقع منزل عائلته في قرية قديثا - قضاء صفد في فلسطين المحتلة، التي دمرت بالكامل، فرسمه في زاوية من خريطة فلسطين التاريخية.

لا ترمز تلك الصورة إلى خصوصية منزل العائلة، بقدر ما تعني حفظ وتوثيق وجمع كل ما يدل إلى فلسطين التي يحتفل أبناؤها في الداخل والشتات بيوم الأرض في الثلاثين من آذار. أبو أدهم (76 عاماً)، صرف تعويضه التقاعدي بعد 44 عاماً قضاها في مهنة التربية والتعليم مع «الأونروا»، من أجل إنشاء متحف التراث الفلسطيني. ويمضي في لملمة كل شيء يتعلق بفلسطين الأرض والهوية، من دون أن يشعر للحظة واحدة بالتعب.

على مدى خمسة وعشرين عاماً بالتمام، استطاع أبو أدهم أن يحقق حلماً عجزت عنه تنظيمات ومؤسسات فلسطينية، محولاً قسماً من باحة منزله في محلة المعشوق شرق مدينة صور إلى متحف، بات يضم أكثر من ثلاثة آلاف قطعة تراثية وأثرية، كان يستخدمها الفلسطينيون قبل العام 1948، من بينها قفل سجن عكا، ومجموعات نادرة من «خرز الميثولوجيا» (المعتقدات)، أقدمها «خرزة الحب»، والأسورة، والأجراس ومطاحن البن، والنحاسيات والفخاريات والقشيات، والأواني، والزي التراثي الفلسطيني، والعملات النقدية المعدنية والورقية، وأدوات الحراثة والفلاحين على اختلافها، وعقود البيع والشراء التي يعود بعضها إلى أكثر من 150 عاماً، ونيشان الفلسطينية يحمل تاريخ العام 1945 إضافة إلى بيئة فلسطين من تراب وأوراق شجر وسواها.

إلى جانب تلك الأدوات والقطع، التي جمعها دكور من المعارض والأسواق وأبناء المخيمات في الشتات، لا سيما لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، وعدد من الدول الأوروبية والأميركية، بعدما انتفض خلال زيارته معرض دمشق في أواخر ثمانينيات القرن الماضي على المشاركة اليتيمة للتراث الفلسطيني، التي كانت تتمثل بمجموعة من المطرزات، أسس أبو أدهم مكتبة ضخمة يأنس بها أبناء جيله الذين يتحلقون حوله يومياً، مع الطلاب والباحثين والتلامذة الذين يتناوبون على قصدها، للإفادة من محتوياتها في دراساتهم وأبحاثهم. وهي تضم أكثر من 25 ألف كتاب ودورية ونشرة، وفي مقدمتها كتب تعليم اللغتين العربية والإنكليزية التي كانت تدرس في فلسطين قبل النكبة.

جهود دكور تتعدى جمع التراث الفلسطيني إلى حفظ أدوات أخرى، ومجموعات كاملة للعملات اللبنانية الورقية والمعدنية، حيث في متحفه مجموعة ورقية كاملة من العام 1964 وحتى اليوم، ومجموعة معدنية من العام 1924، بالإضافة إلى عملات عالمية وثلاثين دورية لبنانية كاملة، ليس لها مثيل سوى في «الجامعة الأميركية في بيروت».

اليوم، لا تلين عزيمة محمود دكور، الذي يصرّ أكثر من أي وقت مضى على جمع ولمّ المزيد من تراث فلسطين، كلما أتيحت له الفرصة أو سمع عن قطعة موجودة عند لاجئ أو مهتم. وطلبه الوحيد أن يستمر حفظ التراث وحمله من جيل إلى جيل حتى العودة إلى فلسطين، التي تستحق كل أشكال المقاومة من أجل استعادتها وعودة أهلها اللاجئين إليها.
**
مسيرة العودة
تنظم «لجنة مسيرة العودة إلى فلسطين» ورشة عمل إعلامية «هدفها توليد رأي عام واع للاستهداف الذي يتعرض له الفلسطيني والقضية الفلسطينية، والتأكيد أن فلسطين تختزن قضايا الحرية والكرامة والوحدة». يشارك فيها المنسق العام لـ«المؤتمر القومي الإسلامي» منير شفيق، المدير العام لتلفزيون «المنار» ابراهيم فرحات، المدير العام لمجلة «القدس» رفعت شناعة، الإعلاميون نصري الصايغ وسامي كليب وفاديا بزي. يدير اللقاء الإعلامي كمال خلف. في «فندق غولدن توليب غاليريا» (الماريوت سابقا) الإثنين المقبل الساعة الثالثة عصراً.

المصدر: حسين سعد - السفير


» تاريخ النشر: 30-03-2014
» تاريخ الحفظ:
» رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان
.:: http://palteachers.com/ ::.