إلى أين يا وكالة الغوث؟

http://www.iinanews.com/ar/images/News/Palestine/unrwa.jpg

بقلم: مازن أبو زيد
إلى أين يا وكالة الغوث؟ ما هو مصيرنا؟ هل أصبحنا مجرد أرقاما في سجلاتكم؟ أسئلة تبحث عن أجوبة نسمعها تتكرر يوميا بين جموع اللاجئين الذين يعيشون في قلق بالغ جراء السياسة الممنهجة التي تتبعها الاونروا والتي كان آخرها قطع المساعدات الاغاثية عن الآلاف من اللاجئين في قطاع غزة تحت ذرائع وحجج أصبحت لا تسمن ولا تغني من جوع.

إلى أين يا وكالة الغوث؟ هل تركتمونا نواجه مصيرنا بمفردنا؟ أنسيتم أم تناسيتم أننا أصحاب حق وقضية؟ الم نكن أصحاب وطن وهوية؟ عشنا عشرات السنين ننتظر موعدنا مع الفجر؟ أليس الصبح بقريب؟

إلى أين يا وكالة الغوث؟ هل اصبحت الخيوط اللولبية تنسج خيوطها لتطفئ ذلك النور الذي يظهر في آخر النفق ليعلن من جديد بداية سنوات عجاف؟ جوع وحرمان، ظلم وظلام، عيوننا افتقدت إلى طعم الحياة، قلوبنا تحجرت، وأصواتنا بدأت تصرخ كفاكم ظلما كفاكم قهرا، أليس من حقنا العيش كباقي شعوب العالم؟.

تقليصاتكم تكررت وفي كل مرة نقول فيها مؤامرة تقولون ازمة مالية، اما ان لهذه الازمة ان تنتهي، ام اصبح على كل لاجئ ان يبحث عن مصادر مالية لسد عجز موازنتكم؟.

إلى أين يا وكالة الغوث؟ الم يكن العالم هو المسئول عن نكبتنا وهو من وقف يراقب همومنا؟ أمس لن نستجدي احد، ولن نطلب منة منكم، هي حقوقنا هي أرضنا فلن نترك أطفالنا يموتون جوعا، سننتصر لان الجوع كافر هذه هي الحقيقة.

إلى أين يا وكالة الغوث؟ هجرنا منذ عام 48 واحتلت باقي أرضنا عام 67 وحوصرنا مرارا وتكرارا أغلقوا المعابر، منعونا من التحرك كيفما نشاء؟ لماذا؟ ألاننا مجرمون؟ أم أننا لا نستحق الحياة؟ أم كتب على الفلسطيني ممنوع العيش؟ هذه هي إنسانيتكم؟.

إلى أين يا وكالة الغوث؟ الم يكن القرار الدولي عام 49 لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين؟ تحملنا الهموم؟ تجرعنا الألم؟ واليوم نواجه الجوع والحرمان ما هو هدفكم؟ هل قضيتنا أصبحت تزعجكم؟ إذا حققوا العدل والمساواة لنكون شعب امن شعب يعيش فوق أرضه بحرية وسلام، هل تستطيعون؟.

إلى أين يا وكالة الغوث؟ لماذا في هذا الوقت بالذات نجد التقليصات والنكبات تتوالى هناك في مخيم اليرموك وهنا في قطاع غزة؟ هي رسالتنا لن نصمت كثيرا حتما سننتفض وحتما سننتصر.

إلى أين يا وكالة الغوث؟ 65 عاما مضت ولا زلنا لاجئين نبحث عن الوطن بين صفحات التاريخ وفي كل مرة نقول غدا سيكون موعدنا مع الحرية لأننا أصحاب وطن وقضية حوربنا وهجرنا وحوصرنا ولكن ما سجل التاريخ يوما أنهم سلبوا إرادتنا فلم ولن تسلبوها.

إلى أين يا وكالة الغوث؟ ربما الكلمات لا تروق لكم أتعرفون لماذا؟ لان الحقيقة دوما مؤلمة ومن الصعب عليكم أن تواجهوها؟.

عشنا لاجئين وصمدنا في وجه الطاغوت فكان الشهداء والأسرى والجرحى فما وجدنا منكم سوا الشجب والاستنكار أهذا يكفي؟ واليوم حرب علينا في قوت أطفالنا؟ هل سالت نفسك أيها المسئول عن مصير من أوقفت عنهم المساعدات؟.

موظفو الاونروا الكبار الم تتقاضوا رواتب ربما تكفي لإغاثة العشرات من اللاجئين ليكن دوركم الأساس هو نصرة قضيتنا والدفاع عن حقوقنا لماذا أصبح موقفكم متصلب؟ لماذا تقفوا صامتين؟ هل ضمائركم ماتت؟أنقذوا أطفالا عيونهم تلعنكم في أمس ألف مرة.

تقليصات طالت كل الخدمات، منعوا القرطاسية عن طلاب المدارس، اوقفوا الوجبات الغذائية، حرموهم من العاب الصيف، لا مكان لكم ايها الخريجون فلتبحثوا عن وظائف هناك بعيدا عنا، انت يا من تحمل الشهادة الجامعية عليك ان تحتضن المكنسة لتنظف ما هو حولك.

عيادات الاونروا اصبحت تعمل لفترة واحدة، وانتم يا من تمرضون بعد انتهاء الدوام فلتذهبوا الى حيث اردتم، تكملة السلة الغذائية انهكتهم اوقفوها، اصبحت تؤثر سلبا على ميزانيتكم، الم تعلم انها ترسم البسمة على شفاه مئات الالاف من اطفالنا برغم قلتها؟.

مخيمات بسيطة جدرانها تآكلت وعروشها تهلهلت عمرها اصبح بعمر نكبتنا، اما يكفيكم اننا نعيش في ازقة لا تحمينا من حر الصيف او حتى برد الشتاء، عشنا على امل العودة ولا زلنا وحتما سنعود، ماذا فعلتم من اجلنا؟..

رسالتنا اليكم يا وكالة الغوث أوقفوا الظلم عنا، ترجعوا عن قراراتكم ضدنا، ابقوا محافظين على هدفكم الأساس الذي انشأتم من اجله... لا تشرعوا التوطين والتهجير، لا تساهموا في مشروع شرق أوسط جديد بدون لاجئين، تراجعوا عن قراراتكم الظالمة ضد قضيتنا العادلة، ولتنصروا قضيتنا، لان التاريخ لا يرحم هي رسالة كتبناها من واقع مليء بالمعاناة ومن مخيمات صامدة برغم صعوبة الحياة

المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية
تاريخ الاضافة: 25-01-2014
طباعة