{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}

http://www.uasma.net/Upload/Photos/400x400/29541.jpg

خصَّص الله هذا العنصر المهم من المجتمع في أكثر من آية، ولا سيما هذه الآية العظيمة المعنى العميقة الدَّلالة، هذا اليتيم الذي افتقد إما ذلكم الأب الذي يقوم على حاجاته ويتفهَّم ضروراتِه، ويدافع عن حقوقه، أو تلكم الأم التي تُغذِّيه بالحنان، وتُدفئه بالعاطفة، وتُظِلُّه بالعناية الوارفة، تعلو كلماتها الرحمة، وينساب من حزْمها الشفقة؛ لذا فاليتيم حين يَفقِد أحدَ هذين الموردين المهمين في حياته فإن دواعي ظُلْمه ومَقْته والجفاف معه ستزيد، وخاصة في المجتمعات التي جفَّت ضمائرها، واضمحلَّ الإيمان في مُهَجِها، وقد اختلف العلماء مَن هو اليتيم؟ هل هو مَن فقد أباه أو أمه، والحق أن اليتيم مَن فقَد أحدهما أو كلاهما، بل حتى اللقيط في الجملة فهو أحد الأيتام. قال ابن سعدي: لا تُسئ معاملةَ اليتيم، ولا تُضيِّق صدرَك عليه، ولا تنهره، بل أَكْرِمه، وأعطه ما تيسَّر، واصنع به كما تحب أن يُصنَع بولدك من بعدك[13]، وقالوا: قَهْر اليتيم: أخْذ ماله وظُلْمه، وقيل: هو بمعنى عبوسة الوجه، والمعنى أعم، كما قال - صلى الله عليه وسلم عند أبي داود: ((اللهم إني أعوذ بك من الهم والحَزَن ومن العَجِز والكسل، ومن الجُبْن والبخل، ومن غَلبة الدين وقَهْر الرجال))، فالقهر أعم من ذلك، وخصَّ اليتيم؛ لأنه لا ناصر له غير الله تعالى، فغلَّظ في أمره، بتغليظ العقوبة على ظالمه
تاريخ الاضافة: 18-12-2013
طباعة