الطالب الفلسطيني حميد سامي الدرويش... متوفق من قلب الحرمان والمعاناة



حميد سامي الدرويش من تجمع جل البحر للاجئين الفلسطينيين الحائز على درجة جيد جداً في امتحانات الثانوية العامة فرع علوم الحياة والأول على ثانويات الأنروا والرابع في محافظة الجنوب وهو أحد الأوائل على صعيد لبنان.

التقينا مع الطالب حميد كيف استعد للامتحانات والاسلوب الذي يعتمده في دراسته، فيقول: منذ صغري وانا أحصل على المرتبة الأولى في الصف، وعندما وصلت الى المرحلة المتوسطة حصلت على درجة جيد جداً في شهادة البريفيه، دراستي الثانوية كانت في مدرسة دير ياسين في مخيم البص وحصلت على تقدير جيد جداً في البكالوريا فرع علوم الحياة بمعدل 88%.

منذ أول سنة دراسية لي في الثانوية وانا أحصل على المرتبة الأولى على باقي زملائي، وعندما وصلت إلى البكالوريا القسم الثاني فرع العلوم كنت أعمل بجهد مضاعف في الدراسة واقمت فيما يشبه العزلة عن اهلي واصدقائي وكرست معظم وقتي للدرس، وكنت استقبل بعض الاصدقاء فقط بهدف مراجعة بعض الدروس معهم.

قبل الإمتحانات وضعت برنامجاً قاسياً جداً لدرجة أنني كنت لا أتحدث مع أهلي بل اكتب لهم مواعيد الطعام والنوم بواسطة لوح صغير، كل هذا كي لا أضيع وقتي خارج الدراسة ولأنه هدف اسعى لتحقيقه وهو أن ارفع رأس بلدي فلسطين عالياً رغم كل الصعاب والمعاناة التي نعيشها داخل مخيمات وتجمعات الشتات، واردت أن أبعث رسالة لكل العالم بأننا نريد أن نحرر وطننا فلسطين بالعلم والتطور والتقدم والحمد الله لقد نجحت في الحصول على هدفي وأيضا نجحت في الحصول على منح دراسية وتم قبولي في الجامعة الأمريكية في بيروت وايضاً في الجامعة اللبنانية الامريكية.

أريد أن أقول أعطونا الأمان والفرص وأنتم سوف تجدون مزيداً من العلم والتطور فنحن شعب لدينا الكثير من الطموح والعلم رغم الظروف المعيشية الصعبة التي نعيشها داخل مخيمات وتجمعات الشتات.

كما وأتوجه برسالة مهمة جداً للطلاب بأن لا يضيعوا اي دقيقة خارج الدرس كي يحصلوا على منح دراسية لأن المنح أصبحت الآن ضئيلة جداً.

أنا كطالب فلسطيني أقول بأن الفقر والحرمان لا يغيران من طبيعة الإنسان والصبر والمثابرة على الدرس هما الأساسيان وموضوع المال إنما هو وسيلة، لذلك نطالب جميع المؤسسات المانحة أن تساعد الشباب الفلسطيني والذي هو ناجح وكفؤ للتعليم الجامعي.

أريد ان أبعث بالشكر الكبير لوالدي الأستاذ سامي درويش صاحب معهد صور الدولي ووالدتي الذين أمنوا لي الجو المناسب في المنزل لهم مني كل الحب والشكر.

كما وأشرك الأستاذ فتح الشريف مدير مدرسة دير ياسين لما له من جهد مضاعف أثناء مواكبته لنا في فترة الإمتحانات وأيضاً من خلال توجيهاته في فترة الدرس والدعم النفسي الذي كان يوجهه لنا لمواجهة كل الصعوبات الدراسية فهو كان بمثابة الأب الذي يخاف على طلابه، وكما وأتوجه بالشكر الجزيل لجميع المدرسين والمدرسات في مدرسة دير ياسين لما لهم من فضل وجهد.

شكر لك سمية لإهتمامك بالمواضيع المختلفة التي تهم شعبنا الفلسطيني، شكر وتقدير لموقع يا صور الذي يعمل دائماً على متابعة الأحداث الفلسطينية بشتى أنواعها والذي ربطنا مع جاليتنا الفلسطينية في الخارج وأصبحوا يترقبون أخبارنا من خلال هذا الموقع الذي يعتمد في أخباره الصدق والواقعية.
المصدر: ياصور
تاريخ الاضافة: 23-07-2013
طباعة