عين الحلوة: العيد يمر من هنا.. باهتا


ينغص الفقر المدقع على أبناء عين الحلوة فرحهم بعيد الاضحى المبارك، فالازمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي تطحن "الاخضر واليابس" وتفرغ الجيوب وبالكاد تسمح للاجىء تأمين قوت يومه وشراء الضروريات دون اي كمليات، اضافة الى البطالة وانعدام فرص العمل بسبب حرمانه من حقوقه المدنية والاجتماعية.. يجعل العيد يمر من هنا.. باهتا اذ لم يكن حزينا.

بيد ان ابناء المخيم يحرصون على الاحتفاء بالعيد ولكن على طريقتهم الخاصة اي شراء ما تيسر لهم من حلوى وثياب والعاب للاطفال، ويعوضون هذا النقص بالحفاظ على التقاليد والعادات الاجتماعية في التزاور وتبادل التهاني، زيارة المقابر واضرحة الشهداء والترحم عليهم، معتبرين انه لا عيد حقيقي خارج ارض الوطن وطالما فلسطين بقيت محتلة، فإن الاحتفال بالعيد الحقيقي يكون عند تحرير الارض وتحقيق العودة.

في شوارع المخيم حركة لا تهدأ، فالمخيم البالغ مساحته كيلومتر واحد فقط، يقطن فيه اكثر من سبعين الف لاجىء، تضيق الأحياء والحارات والمنازل على ساكنيها، ويشكل سوق الخضار شريان الحياة الرئيسي، تتزاحم الناس في شراء الاحتياجات اليومية ويكتظ في مواسم الاعياد والمناسبات الوطنية ليبلغ الذروة.

وعلى جانبي الشوارع، تنتظم المحال التجارية من كل الانواع والاشكال، لقد باتت ايضا مقصدا للجوار اللبناني الذي يرى اسعارها زهيدة قياسا على الاسعار الاخرى في المدن والمناطق اللبنانية.

في عيد الاضحى، ينصب اهتمام الناس اكثر على شراء الحلوى والخضار والفواكه وعلى بعض الثياب الجديدة، اما اللحوم فانها "تحصيل حاصل"، فبعض الميسورين يحرصون على تقديم الاضاحي فينال فقراء والعائلات المستورة حصتهم.

وسط السوق، ينادي "ابو علي" بأعلى صوته على حلوى العيد، شوكولا ومعمول التمر وسواهما، ويضيف "اقترب يا فقير انه موسم، فالاسعار رخيصة"، مشيرا الى ان "أوضاع الناس المعدومة تؤثر على كل شيء حتى على فرح العيد".

ويؤكد بائع الخضار محمد الجمل "ان ابناء المخيم يقومون بشراء ماتيسر لهم من احتياجات، إذ أنهم يحرصون على إدخال مباهج العيد الى منازلهم التي لا تعرف الفرح على مدار العام الا ما ندر".

وبين بائع وآخر، يتكرر مشهد عين الحلوة ولسان حال الناس يقول "العيد منقوص.. والفرح منغوص ولا يكتمل.. الا بالعودة".

المصدر: قلم
تاريخ الاضافة: 26-10-2012
طباعة