الأرض أثمن من كل الكنوز

صعد التاجر اليهودي على قمة الجبل ونظر إلى الأرض العربية فتعجب وتألم كثيراً من منظر الأرض الخضراء المليئة بالزهور والأشجار المثمرة, فنزل مسرعاً من أعلى الجبل إلى الفلاح الذي كان يعمل بهمة ونشاط وقدم التاجر اليهودي كيساً مليئاً بالنقود والدنانير الذهبية وقال له:

- يا يعرب ... هذا الكيس لك , خذه واشتر ما تريد، أنا لا أريدك أن تتعب ... إن زراعة الأرض مرهقة ... أنا مسؤول عن الإنفاق عليك ... اذهب إلى بيتك وخذ راحتك.

ضحك الفتى يعرب من أقوال التاجر اليهودي واقترب من آلة الزراعة وضمها إلى صدره وبدأ يعمل من جديد بهمة وقوة ونشاط ... فهو يعرف أن التاجر اليهودي يحب المال فقط والاستيلاء على ممتلكات الآخرين , ثم قذف كيس النقود بوجه التاجر اليهودي الذي امتلئ وجهه بالحقد والكراهية , وبدأ يلتقط نقوده المبعثرة على الأرض المزروعة وابتعد عن الفتى يعرب وهو يقول:

- سأقدم هذه النقود لشخص آخر ... إنك لا تعرف قيمة المال.

فأجابه الفتى يعرب

- لن تجد عربياً يقبل بغشك وخداعك... المال الحقيقي هو في زراعة الأرض والتمسك بها ... الأرض هي الشرف ومن لا أرض له لا شرف له.

وبدأ الفتى يعرب في حفر السواقي وتهيئة الأرض للزراعة ... و فجأة أمطرت الدنيا مطراً قوياً بلل وجهه الذي امتلأ فرحاً وسعادة ... بعض القطع النقدية التي لم يتمكن التاجر اليهودي من جمعها ... كانت تتلألأ تحت قطرات المطر, لم يعرها الفتى يعرب اهتماماً داس عليها برجله ومشى فهو يعرف أن أرضه منجم من ذهب لا ينتهي وكل ذرة من ترابها أثمن من كل أموال الدنيا.



تاريخ الاضافة: 20-05-2012
طباعة