من يستطع أن يخرج الدجاجة من الزجاجة ؟!

http://www.khaberni.com/assets/images/69213_1_1328559245.jpg


[هذه القصة رواها أحد معلمي اللّغة العربيّة الذي كان يتّصف بالحكمة وسرعة البديهة]
في إحدى السنوات ، كنت ألقي الدرس على الطلاب أمام اثنين من رجال التوجيه لدى الوزارة والذين حضروا لتقييمي ، إذ كان هذا الدرس قبيل الاختبارت النهائية بأسابيع قليلة !
وأثناء إلقائي للدرس قاطعني أحد الطلاب قائلاً :
- يا أستاذ .. لم دروس اللّغة العربية مملّة ٌ إلى هذا الحدّ ؟! إنّني أجد صعوبةً كبيرةً في فهم معانيها وقواعدها وووو !!!
وما كاد هذا الطالب يتمّ حديثه حتى أعاد جميع الطلاب نفس الكلام ، وأصبحوا وكأنّهم حزب معارضة !! فهذا يعترض هناك وهذا يصرخ وهذا يحاول إضاعة الوقت وهكذا !!
هنا ، سكت المعلم قليلا .. ثم قال :
- حسناً :) لا درس اليوم ! سأستبدل درسنا هذا بلعبةٍ مسليّة ٍ جميلة !
فرح الطلبة بهذا الخبر D: وتجهّم في المقابل الموجّهان :@
وبدأت اللّعبة...
بدأ المدرّس برسم زجاجة ذات عنقٍ ضيقٍ على اللّوح ورسم بداخلها دجاجة ! ثم قال :
- أبنائي الأعزاء: من يستطيع إخراج هذه الدجاجة من الزجاجة ؟! بشرط أن لا يكسر الزجاجة و لا يقتل الدجاجة !
أصابت الطلّاب حالةً من الدّهشة والإستغراب .. إلّا أنّهم قرّروا البدء بالتفكير والبحث عن الحلول الممكنة...
دقائق مرّت ولم يجد أحداً من الطّلبة حلًا لذلك اللغز ! وباءت جميع محاولاتهم بالفشل :(
حتّى الموجّهان فقد انسجما مع اللغز وحاولا حلّه ولكن أيضا فشلا !
وفي ظلّ صمتٍ رهيبٍ عمّ المكان ، صرخ أحد الطلبة من آخر الفصل يائساً :
- يا أستاذ !!! لا تخرج هذه الدجاجة إلّا بكسر الزجاجة أو قتل الدجاجة !!
فقال المعلم :
- بنيّ...لا يمكنك خرق الشروط !
فقال الطالب متهكماً :
- إذاً قل لمن وضعها بداخل تلك الزجاجة أن يخرجها كما أدخلها :P
فضحك الطلبة جميعاً :D ولكنّ ضحكاتهم هذه لم تدم طويلاً !! فقد قطعها صوت المعلم وهو يقول :
- كلامك صحيح يا بنيّ.. فتلك هي الاجابة !! من وضع الدجاجة في الزجاجة هو وحده من يستطيع اخراجها !!
وتابع المدرّس الحكيم كلامه قائلاً:
- وكذلك أنتم ، فلقد وضعتم مفهوماً في عقولكم أن اللغة العربية صعبة ومملّة ، وعلى ذلك فمهما شرحت لكم وحاولت تبسيطها فلن أفلح إلّا إذا أخرجتم أنتم هذا المفهوم بأنفسكم دون مساعدة ، كما وضعتموه بأنفسكم دون مساعدة !!
[ يقول المعلم: إنتهت الحصة وقد أعجب بي الموجهان كثيرا ، وتفاجأت بتقدم ملحوظ للطلبة في الحصص التي بعدها بل وتقبلوها قبولا سهلا ويسيرا ! ]
وبعد قراءتنا لهذه الكلمات هناك سؤالٌ يطرح نفسه: كم دجاجة يا تُرى وضعنا في حياتنا وأوهمنا أنفسنا بذلك ؟!
*** ألا فاعلم ، أنّ أفكارك من صنعك .. فانظر كيف تصنعها :) ***
تاريخ الاضافة: 07-02-2012
طباعة