بين هامش ومتن الحياة خطوة

http://alfaris.net/up/32/alfaris_net_1240700056.gif

أن تكون صفرًا في الحياة أمر يسير، وكل ما عليك أن تكون بلا هدف، إمّعة إن أحسنوا أحسنت وإن أساؤوا أسأت، إن طُلبت أجبت، وإن لم تُطلَب نمت زمنًا طويلا، وإن كنت في عمل لم تنظر إلا لما يُكسبك راتبك آخر الشهر، فتأكل وتشرب وتنام وتوفر احتياجاتك الأساسية والتكميلية أيضًا.

بينما إن أردت أن تكون رقمًا صعبًا؛ فعليك أن تضاعف جهودك، فأنت بحاجة لوقت وهدف واضح، ومثابرة مستمرة، ولطلب العون من أهله؛ وفي هذا قال المتنبي:
وإذا كانت النفوس كبارًا....تعبت في مرادها الأجسام

بين هامش الحياة ومتنها خطوة تكمن في الإرادة، ومفتاح الإرادة النية الخالصة والهمة العالية، وبين أن تكون عنصرًا نشِطًا كاليورانيوم أو عنصرًا خاملًا كالأرغون؛ مقدار تحركك لخدمة فكرتك، ونقل رسالتك التي تعيش عليها، وإن اختلف الزمان عليك، أو تفرقت السُّبُل بك فابتعدت عن إخوانك وأهلك، أو شُغلت بالزوج والولد.

فهل قامت الدعوات إلا في قلوب الدُّعاة أولًا ثم في بيوتهم ومحيطهم وأعمالهم؟، هي فكرة صغيرة أن يكون لك نشاط صغير تقدمه لأهلك أو العمارة التي تسكن فيها أو الحي الذي ترتاده، سواء في بيتك أو مسجدك أو مدرستك، بأن يكون لك في كل مرة رسالة موجزة إما بنقاش أو نصيحة أو موعظة صغيرة، بل ويمكن من خلال تخصيص درس لصغار في الحي مرة في الأسبوع، أو في المسجد، أو بموعظة من خلال حصص الإشغال في المدارس، أو بطاقة هادفة لزملاء العمل، كل شيء في بدايته صعب ولكن التنافس مع آخرين حافز سيشعل همتك.

وكما سبق بقوله الشهيد سيد قطب والله حسيبه: "مَن عاش لنفسه عاش صغيراً ومات صغيراً ومَن عاش لغيرة وإن عاش متعباً عاش كبيراً ومات كبيراً فاختر لنفسك أي الفريقين ترضى لها قدراً"".
والخيار لك فاختر أي الفريقيْن ترضى لنفسك قدرًا.
تاريخ الاضافة: 02-02-2012
طباعة