دعي صورتي .. واحضنيني



عاد المتيّمُ عاشقا ولهانا ... يهديك لحنا يلهب الوجدانا

باقاتُ أشواقي إليك حملتُها ... أماه مني فاقبلي القربانا

قد زدتُها في كلّ يومٍ زهرة ... حتى غدتْ من طولها بستانا

أماه لم يَعْتَدْ قيوداً معصمي ... والقلب جاوز حلمُه القضبانا

أماه أضناني الجفا

أماه يفتك بي الحنين

أماه

لم أكبر على ذرف الدموع

وحضنك المشتاق لم يألف غيابي

أماه ألقِ عنكِ رسمي

عدتُ يا أماه ذا شحمي ولحمي

لا تبك بعد اليوم آلام الفراق

ولتبك ملحمة يفجرها العناق

وأخي يقول :

بالأمس كنت تجر قيدك يا أخي ... واليومَ خطوُك جرْجرَ السّجانا

ظَلَّ الأشاوس بعد جرحك قوَّمٌ ... حتى أبرّوا العهد و الأيْمانا

عرفوا الطريق وكان قيدُك ملهمٌ ... فتخيروا بين السيوف مكانا

أوَ تذكرون غداة بُدِّدَ وهمهم ... واستُبدِلَت أفراحهم أحزانا

وكأنهم بحصونهم وقراهمُ ... بعض الزوارق تعبر الطوفانا

أودى بهن وأي غُرٍّ جاهل ... بالبحر , يلزم دونه الشطآنا

إني المجاهد ذي قوانيني التي ... أصدرتُ في تطبيقها الإعلانا

قتل بقتل و الأسير بمثله ... إن الكتائب تتقن التبيانا

بالسيف لا بالحرف أزْجَتْ حجة ... تجلو الشكوك و تعلن الفرقانا

ارضخ فما كل التفاوض لعبة ... أنا لست عباسا ولا دحلانا

يا أيها العبثي حسبك حجة ... أنا نصافح في الوغى مروانا *

أنسيته ؟ ها نحن نذكر فضله ... فأخو السلاح بحضنه يلقانا

يا جاهلي الطبع يا ابن سلولهم ... هيّء لرحلة قبرك الأظعانا

ماعاد للسمسار بياع الثرى ... بين الأشاوس في الحصاد مكانا
تاريخ الاضافة: 15-10-2011
طباعة