وانتصر الشيخ رائد

إبراهيم أحمد شكارنة
أخطأت بريطانيا ممثلة بوزيرة داخليتها حين قررت اعتقال الشيخ رائد صلاح وترحيله من بريطانيا، إنهم بهذا الإجراء الأحمق قد أكسبوا رسالة الشيخ رائد - التي جاء ليبلغها الناس – زخماً ما كان له أن يبلغه لو تركوه يتحدث في عدة مئات من الصحفيين والمثقفين والسياسيين.

يدرك الجميع أن القرار سياسي بضغط من اللوبي الصهيوني المتغلغل في الحكومة البريطانية الحالية، لكن البريطانيين – وعلى غير عادتهم – ارتكبوا حماقة لعلهم لم يدركوا حجمها ولا تفاعلاتها ولا آثارها المتوقعة.

لقد أوهمهم الواهمون أن مثل هذا الفعل قد ينال من قامة كالشيخ رائد حفظه الله، وقد يثنيه عن إبلاغ رسالته وفضح ممارسات الاحتلال الصهيوني  واللاإنسانية في القدس  والضفة والقطاع ، خاصة وأن ذلك يترافق مع الحملات الدبلوماسية والسياسية والاستخباراتية التي تقوم بها دولة الاحتلال ضد أسطول الحرية الذي سيتوجه لغزة لكسر الحصار غير الإنساني عنها، وما للشيخ رائد من دور مميز في هذه الحركة الإنسانية الكبرى التي أربكت حسابات الاحتلال في جولتها الأولى، وتستعد اليوم لتعيد الكرة بعزم وإصرار أكبر من كل ما قامت به وتقوم به دولة الاحتلال وحليفتها الولايات المتحدة الأميركية من تهديد ووعيد لثني المنظمين عن إكمال مشوارهم.

لقد نجح الشيخ رائد في كل جولات تحديه لظلم الاحتلال الغاشم، فما هاب السجن ولا محاولات القتل ولا التهديد ولا الوعيد، حاربهم بقوانينهم الظالمة، وتحداهم في كل مكان هو ومن معه من قيادات وكوادر وأفراد الحركة الإسلامية هناك ومعهم كل الأحرار،  إنه صاحب رسالة نذر نفسه وكل ما يملك من أجلها من غير خوف ولا مداهنة ولا تنازل عن الحقوق،  لقد بث تلك الروح في أهلنا في الداخل الفلسطيني الذين ظنت دولة الاحتلال أنها أفقدتهم هويتهم مع مر السنين ، فخاب فألهم وظنهم، فقد بُثت في الناس روح ما عهدوها، حتى غدوا هم خط الدفاع الأول عن القدس والأقصى وسائر المقدسات في فلسطين المحتلة عام 48، وعن غزة والضفة وسائر قضايا الأمة ولا يتسع المجال لتفصيل.بل وبث هذي الروح في  الملايين من هذه الأمة، وفي الكثير من المتعاطفين مع قضايا شعبنا العادلة عبر كل المحطات التي جابها في رحلاته الكثيرة.

الشيخ رائد بما يحمل من همة وإيمان عميق بعدالة ما يحمل من رسالة، صرح أنه مصر على خوض هذه المعركة قضائياً مع السلطات البريطانية،حتى لو أدى هذا لسجنه، ليفضح زيف ادعاءاتهم، وعدالة قضيته،اليوم يعلن أنه أكبر من كل تلك المكائد  التي ينصبها الواهمون في طريقه، هو قامة لن تنال منها الخطوب، ولن  يعيقها مكر الليل والنهار، وسيخرج عالي الرأس وقد حقق أكثر مما أراد من رحلته تلك.

فيا هؤلاء، كيدكم سيرتد إلى نحوركم، فقد بلغ صوت الشيخ رائد كل بيت في بريطانيا، بل وفي معظم أنحاء العالم، وانقلب سحركم عليكم، وانتظروا جني حصاد حماقاتكم.
تاريخ الاضافة: 03-07-2011
طباعة