شاليط.. حكاية فشلٍ صهيونيةٍ على مدار 5 سنوات



تمر خلال أيام الذكرى الخامسة لأسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط من على دبابته التي كانت تتمركز على الحدود الشرقية لقطاع غزة تقصف أهاليه وتروع أطفاله، حيث تمكنت عدة أجنحةٍ عسكريةٍ وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" من أسر الجندي شاليط والاحتفاظ به حتى اليوم.
وعلى مدار خمس سنوات ماضية حاول الاحتلال بكافة الوسائل أن يصل ولو لطرف خيط حول مكان شاليط، فشن حربًا وحشيةً على غزة، وجند كل يملك من وسائل استخباراتية تكنولوجية وبشرية من أجل الوصول إلى شاليط، لكنه تقهقر فاشلاً وبقي شاليط أسيرًا بانتظار صفقة تبادل تشرف المقاومة وتكرم الأسرى.
تفوق "حماس"
الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة "حماس"، أكد أن كتائب القسام حققت انتصارًا كبيرًا من خلال قضية شاليط, مبينًا أن تلك العملية أظهرت عجز الكيان الصهيوني الأمني, الذي فشل على مدار خمس سنوات في الوصول لأية معلومات عن شاليط.
وأوضح أبو زهري في تصريحٍ خاصٍ لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، أن قدرة احتفاظ حركة حماس بشاليط بمثابة انتصارين، الأول: "الانتصار الأمني" الكبير لكتائب القسام, إضافة إلى الانتصار العسكري خلال لحظة الاختطاف.
وأشار أبو زهري إلى أن عجز الاحتلال يدلل على القدرات الأمنية العالية للمقاومة الفلسطينية, موضحًا أن عملية اختطاف شاليط مرتبطة بالأسرى الفلسطينيين من أجل إنهاء معاناتهم, وأن موقف حركة "حماس" بات واضحًا من خلال مطالبها.
تطور أمني
من جانبه؛ أكد المحلل السياسي الدكتور عبد الستار قاسم أن احتفاظ حماس بشاليط على مدار خمس سنوات يعتبر إنجازًا للمقاومة الفلسطينية, مقارنةً بالفترات السابقة التي شهدت احتجاز جنودٍ صهاينةٍ.
وشدد في تصريحٍ خاصٍ لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" على أن حماس استطاعت الحفاظ عليه وأبقته تحت حراسةٍ مشددةٍ, ولم يستطع الكيان الصهيوني تحريره, أو الحصول على أية معلومات عنه, مشيرًا إلى أنه يعتبر إنجازًا كبيرًا للمقاومة الفلسطينية التي يجب أن تحتفظ بشاليط وأن تبادله بأقصى ثمنٍ ممكنٍ.
وأوضح أن قدرتها على الاحتفاظ به لهذه المدة الطويلة يدلل على التطور الأمني الكبير لدى حركة حماس, داعيًا للتمسك بالشروط المقامة للإفراج عن أكبر عددٍ ممكنٍ من الأسرى.
"معجزة" استخباراتية
من ناحيته؛ يرى المحلل السياسي, والخبير في الشئون الصهيونية صالح النعامي أن قضية شاليط تمثل للصهاينة "معجزة استخباراتية" نظرًا للتكتم الشديد عليها, وملاصقة قطاع غزة للكيان الصهيوني, "إلا أن الكيان لم يتمكن من تحريره أو معرفة شيء عن مصيره".
وأوضح أن احتفاظ حماس بالجندي شاليط على مدار تلك السنوات يعتبر أكبر فشلٍ لجهاز الاستخبارات الصهيوني "الشاباك", مبينًا أن إبداع المقاومة بقضية شاليط يهدف إلى إبقاء الأمل لدى الأسرى الفلسطينيين بأنهم ما زالوا في سلم الأولويات.
وأكد على أن ذلك يدلل على إبداع المقاومة الفلسطينية, والاحتياطات الأمنية العالية لديها, موضحًا أن هناك آلاف الأسرى الفلسطينيين تسعى المقاومة إلى تحريرهم بشتى الطرق المتاحة.
وأشار إلى أن عملية أسر شاليط لم تكن الأولى حيث سبقتها محاولاتٌ عديدةٌ, ولكن في هذه المرة استفادت المقاومة الفلسطينية من التجارب السابقة, موضحًا أن أدائها تطور نتيجة التجربة اللبنانية, من خلال الإصرار الكبير على تحقيق المطالب.
تاريخ الاضافة: 25-06-2011
طباعة