سنمحو غبار العبرانية المارقة!

http://unitedna.net/images/subjects/pics/Palestine_2129858860.jpg

إسماعيل إبراهيم الثوابتة
صحفي فلسطيني لاجئ مقيم في غزة
تمر الذكرى الثالثة والستين على نكبة شعبنا الفلسطيني الصابر التي بدأت منذ أن اُستُجلبت عصابات الإجرام الصهيونية المتمثلة في عصابات الأراجون والهاجاناة وأخواتها عام 1948م وبكل تأكيد لن ننسى تلك المجازر والمذابح التي ارتكبها هؤلاء المارقون، لن ننسى منذ أن حرقوا الأطفال وبقروا بطون الحوامل، لن ننسى منذ أن قتلوا الشيوخ والشباب والنساء من أجل احتلال الأرض وسرقة خيراتها، نعم إنهم بشر ضد البشر وناس ضد الإنسانية، جمعوا أنفسهم من أصقاع الأرض ليحتلوا أرضنا ويسكنوا فيها على أشلائنا ودمائنا ومعاناتنا المستمرة.

قرأت على مدار اليومين الماضيين أكثر من 10 قصص هي في الأصل شهادات تذكارية على لسان أجدادنا الكرام الذين حملوا سلاحهم في بلادنا المحتلة عام 1948 حيث باعوا أغلى ما يملكون من أجل شراء السلاح ومواجهة عصابات الإجرام الصهيونية، بيد أن القوة لم تكن متكافئة البتة.
منهم من تحدث عن إعدام ميداني عن قرب وانتشار الدماء والأشلاء على الجدران الطينية التي كانت منذ ذاك الزمن نتيجة الحقد الصهيوني الأسود، وآخرين تحدثوا عن ارتفاع عدد الأرامل والأيتام نتيجة القتل المتعمد، ومنهم من تحدث عن الترحيل القسري للأطفال والنساء والشيوخ تحت تهديد السلاح والقتل، وآخرين تحدثوا عن هدم المنازل والبيوت فوق رؤوس ساكنيها، وكذلك تحدثوا عن خيانات وتواطؤ الانجليز مع العصابات الصهيونية المجرمة، ومنهم.

وعلى الرغم من كل هذا التجذر الصهيوني المزيف على أرضنا وبلادنا، ومحاولة فرض سياسية الأمر الواقع، وعلى الرغم من قساوة حياة التشريد واللجوء التي نعيشها وعاشها قبلنا آبائنا وأجدادنا، إلا أننا سوف نعود بعز عزيز أو بذل ذليل، عز يعز الله فيه الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين، وذل يذل به المارقون الصهاينة المجرمين.
ستزول المستوطنات وسيعود بيتنا المهجور للحياة من جديد، وسيزول التاريخ وستزول الجغرافيا والديموغرافية الصهيونية المزيفة والكاذبة، وسيكون لتاريخنا الفلسطيني الحقيقي وللجغرافية والديموغرافية الفلسطينية الكلمة الأخيرة والنهائية.
سيرحل المرتزقة بيرس ونتنياهو وباراك وأذناب المارقين، وسيعود من تبقى من أجدادنا وآبائنا، وسيعود جيلنا وأطفالنا ومن بعدهم إلى أرضنا التي مازالت تئن هناك، سنرجع حتما بإذن الله، وسنمحو غبار العبرانية الكاذبة وستعود العربية إلى هناك مجددا.

كل التحية والتقدير إلى كل أبناء شعبنا الفلسطيني في هذه الذكرى الأليمة كل باسمه ولقبه ومكانه المشتت والمشرد فيه، والتحية موصولة إلى الأبطال الفلسطينيين الصامدين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م الذين صبروا وقهروا المحتل الغاصب بصبرهم وثباتهم، وإلى لقاء في عودة قريبة بإذن الله.
تاريخ الاضافة: 15-05-2011
طباعة