« تجاعيد وجوه تحاكي فلسطين من النكبة.. الى العودة »






http://saidadays.com/newsgfx/mearee.jpg

كتب: محمد دهشة
جدي..
ارتسمت على تجاعيد وجهه حكاية فلسطين من البداية حتى النهاية، منذ النكبة عام 1948 حين تهجر عن وطنه قسرا وكان عمره 22عاما ...إلى اليوم حيث اشتعل الرأس شيبا.. لكن جدي ما زال يحتفظ بمفاتيح منزله، صدأت لكنه لم يتركها تغيب عن ناظريه برهة من الوقت كلما راها تذكر انه اقسم ذات يوم أن يعود اليه وان لا يتنازل عن حقه أبدا ولو ملكوه الدنيا بكاملها..
جدي الذي احتفظ إلى جانب مفاتيح العودة بصكوك ملكية الأرض، ما زال ينتظر غداة كل يوم دامع العين حزينا أن يحقق أمنيته قبل ان يفارق الحياة كي لا يسدل على جثمانه سوى تراب الوطن.
جسد الحاج حسين صالح الميعاري (أبو صالح) حكاية جيل النكبة في فلسطين الذين دفعوا عن الارض حتى الرمق الاخير وقدموا الدماء والتضحيات قبل ان يتهجروا قسرا عن قراهم التي ولدوا فيها ويعيشوا سنوات عمرهم في مخيمات لبنان "لاجئين" ومشردين بين الخيام والواح الزينكو والفقر المدقع على أمل العودة الى ديارهم ولو بعد حين.. لكنهم أسلموا الروح دون ان يحققوا أحلامهم، فحملوها أمانة الى إبنائهم وأحفادهم من بعدهم كي تبقى فلسطين قضية حية لا تموت وتبقى العودة حق مقدس لا تنازل عنه او مساومة، لا يزول مع مرور الزمن او امام مؤامرات شطبه والتوطين.

=============================




» تاريخ النشر: 15-05-2011
» تاريخ الحفظ:
» رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان
.:: http://palteachers.com/ ::.