« الشباب الفلسطيني والهجرة »






http://marayapress.net/data/imgs/sm_JWTS1LAR6K8N3P29YVMD1269047774.jpg

تحولت الهجرة للشباب الفلسطيني باتجاه اوروبا ظاهرة طبيعية وظرفية الى هاجس يستحوذ على عقول الكثيرين منهم والشغل ‏الشاغل للاسرة باكملها فى اغلب الحالات . فبينما كانت الهجرة تمثل فى السابق "الحل المؤقت الدائم" لفئة العمال غير ‏المتعلمين لتحسين ظروفهم المادية والمعيشية مقابل تضحيات معنوية وحرمان متعدد ‏الجوانب اصبحت فى عصرنا الحاضر الهدف الرئيسى الذى يسعى من اجله اغلب الشباب طمعا ‏فى تحقيق الحلم بالسيارة الفخمة والفيلا والرصيد البنكى الهائل وبحياة الرفاهة ‏والبذخ وابهار الاخرين . كما اصبحت الهجرة هى ايضا المخرج الوحيد فى نظر الكثيرين لتحقيق حلم الصورة ‏الجميلة التى سكنت عقول الشباب وسيطرت عليها حتى اصبحت نزيفا حقيقيا يهدد على ‏المدى البعيد التركيبة السكانية ومسيرة التنمية البشرية للدول المصدرة للمهاجرين ‏ويقلب المفاهيم والقيم راسا على عقب على حساب طلب العلم والامل فى المستقبل فى ‏الوطن الام.‏
لاسيما وان الهجرة اخذت فى السنوات الاخيرة منحى غير شرعي خطيرا امام تشديد ‏اجراءات السفر والاقامة فى الدول الاوروبية وعلى الرغم من ان جنون المغامرة اودى ‏بحياة عديد الشبان الذين قادتهم احلامهم الى افواه الحيتان والاسماك فى البحار ‏والمحيطات.‏
‏ كما اصبحت الاخبار والتقارير اليومية عن حوادث غرق مراكب الرحلات البحرية ‏السرية بالمهاجرين من كل حدب وصوب واعداد الضحايا من موقوفين وقتلى امرا عاديا لا ‏تكاد تخلو منه
وكل ذلك بسبب قلة العمل والظروف التي يمر بها شعبنا الفلسطيني وشبابه وقانون العمل الذي لا يعطي لشاب الفلسطيني أدنى حقوقه في العمل بما تعلمه من الجامعة .
ولقد إستطلعنا أراء بعض الشباب الفلسطيني حول نظرته للهجرة وما هي الحلول التي برأيه يجب أن تتخذ في سبيل تحسين ظروف العيش في الوطن الثاني الحبيب لبنان . فجاءت الأراء:
v موافقة ومؤيدة للهجرة وعدم الرجوع للوطن
v ومن الشباب من أيد الهجرة ولكن من أجل تحصيل كسب عيش والتزود بالرزق وتأمين الأولاد والرجوع للوطن .
v ومنهم من ترك اليأس وراء ظهره وأصر على عدم الرحيل فالله هو الرزاق ذو القوة المتين .
- الشاب م .ص : من بلدة حطين في فلسطين مقيم في مدينة صيدا تخرج من الجامعة العربية في بيروت تخصص كيمياء لم يجد فرص عمل جيدة تخوله أن يتزوج ويأسس أسرة مسلمة ملتزمة فقرر الهجرة والسفر إلى الخارج مقرراً عدم الرجوع إلى لبنان إلا زائراً ليس أكثر معللاً ذلك بأن المستقبل بالنسبة له كشاب فلسطيني وفرصه أكبر وأفضل بمائة مرة من لبنان .
- الشاب ج . ر : شاب لاجىء في لبنان من مدينة عكا في فلسطين مهاجر في أمريكا ولاية نيفادا يقول أنا أؤيد الهجرة ولكن تحت معايير وشروط ألا وهي فقط أن يرحل الشاب من أجل تحصيل رزق حلالاً يكون سنداً له ولأهله ومن أجل مستقبل عائلته الملتزمة فقط . وأنه بمجرد حصول هذا المبتغى يرجع الأنسان إلى هنا فهنا يعيش في جو إسلامي فيه تقوي وإيمان مع إخوانه وأحبابه ، أما الاستقرار في بلاد الغرب فله نتائج لا يحمد عقباها أبداً .
- الشاب م . ع : يقول أنا لا أعرف لليأس طريقاً أبداً فالرزق على الله ما سأخذه في الغرب أخذه هنا وأبقى أمام أهلي وأحبابي وأحفظ ديني من الضياع والتيه .
لا بد من دراسة جدية لموضوع الهجرة وما هي الأسباب التي تؤدي بالشباب لهجر أوطانهم وتركها من أجل مستقبل في مخيلته ، نرى أن تتخذ جميع الامور اللازمة لحل هذه المشكلة الواقعين فيها حتى لا نخسر طاقاتنا وشبابنا وتذهب هدراً أمام أعيننا .


» تاريخ النشر: 14-11-2010
» تاريخ الحفظ:
» رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان
.:: http://palteachers.com/ ::.