.

عرض المقال :انهيار جدار الخوف الفلسطيني

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

انهيار جدار الخوف الفلسطيني

http://kofiapress.net/uploads/news/EGY_PRESS_IMG40559201117.jpg

اليكس فيشمان
واقعة تتلوها واقعة، فقد أصبحوا في جهاز الأمن يتحسسون في الظلام ويبحثون عن أدلة على "هبة شعبية" في الضفة. وأصبحوا في الجيش أيضا يعترفون بأنه لا يمكن أن تُفسّر ثلاثة أعمال قتل ومحاولة قتل أخرى في شهر واحد بأنها مجرد قدَر.

حتى لو لم تكن الجهات الأمنية قادرة على أن تشير الى صلة بين الوقائع الأربع فلا يمكن الحديث بأنها جاءت بمصادفة مؤسفة.

مع عدم وجود معلومات استخبارية وتفسير ذكي يعتمد على معطيات واقعية، فإن الاستنتاج المباشر واحد وهو أن سلسلة الأحداث الأخيرة هي نتاج ضعف ردع قوات الأمن الفلسطينية والإسرائيلية للسكان الفلسطينيين في الضفة، فقد شم "المخربون" ومخالفو القانون ضعفاً وفقدوا الخوف، وقد يكون ذلك بسبب نشاط أمني أكثر انتقائية بسبب التفاوض السياسي؛ ففهموا أنه "يمكن" مثلا الدخول الى مستوطنة والهجوم على مواطنين، كما يمكن إطلاق نار على جنود يدخلون قرية فلسطينية لتنفيذ اعتقالات. فلا خوف.

الآن مع عدم وجود هدف محدد للعلاج، أخذوا يعززون اللوالب التي ضعفت في جهاز الردع، وتقرر في الجيش و"الشاباك" تعزيز "النشاط الهجومي والدفاعي". إن النشاط الدفاعي يفترض أن يمنح قدرا أكبر من الأمن للمستوطنات ضد أعمال التسلل الأخيرة، أما سهولة دخول الفلسطينيين الى "بساغوت" والى "بروش هبكعا" قد يُحدث شعوراً بعدم الأمن وغليانا عند المستوطنين. فقد تم في الأسبوع الماضي تدريب كبير على الدفاع عن المستوطنات في لواء منشه لاكتشاف نقاط الضعف في الدفاع عن المستوطنات وتحسين القدرات. وفي مقابل ذلك زاد "الشاباك" والجيش مقدار الدخول الى عمق الأرض الفلسطينية لتنفيذ اعتقال مشتبه بهم في التنظيمات – ولإظهار الوجود أيضا. والى ذلك زيد من قوة الوجود على الشوارع أيضا.

قام ردع جهاز الأمن، في جملة ما قام عليه، على حقيقة أن نسبة حل ألغاز العمليات التي قد نفذت وإحباط العمليات التي كان يفترض أن تنفذ، كانت مرتفعة جدا. فقد افتخروا في جهاز الأمن في هذه السنة مثلا بإحباط 30 محاولة لاختطاف جنود وقتلهم. وقبل ثلاثة أسابيع اختطف جندي وقُتل. وكان حل سر ذلك سريعا، لكنه لم يوجد إحباط. ولم توجد معلومات استخبارية ولم يوجد إنذار لكل واحدة من الوقائع الثلاث الأخيرة التي حدثت، هذا الشهر. فكيف انقلبت الأمور فجأة رأسا على عقب؟ هل أُصيبت الجهات الأمنية بالتقاعس؟.

لا اعتراض عند أحد على أنه أخذت تبدو في سنة 2013 مقدمات هبة شعبية تعادل في مقدارها انتفاضة شعبية إذا قيست بالسنة الماضية. وقد سجلت هنا وهناك أيضا انخفاضات خلال السنة – في شهر رمضان مثلا – لكنه منذ تموز من هذا العام أخذ يزداد عدد الزجاجات الحارقة التي تُرمى بها أهداف إسرائيلية، ويلاقي جنود يدخلون لتنفيذ اعتقالات عنفا أقسى مما كان في الماضي، ويستمر رمي الشوارع بالحجارة.

ليس صدفة أن زاد في هذه السنة عدد الاعتقالات التي نفذتها "قوات الأمن" بين الفلسطينيين بنسبة 25 في المئة قياسا بالسنة الماضية. إن شيئا غير طيب يحدث على الأرض، وذلك برغم وجود تفاوض سياسي مع الفلسطينيين يفترض أن يُقلل التوترات في ظاهر الأمر.

ومع ذلك كله يزعمون في "الشاباك" والجيش الإسرائيلي أنه لا إشارة الى انتفاضة ثالثة. لكن من أحرقه الماء الساخن بتحليل المزاج العام في الشارع الفلسطيني في الانتفاضتين السابقتين يجدر به أن يحذر حينما يكون الماء فاترا.

يمكن أن نتفهم الرغبة في منع احتكاك لا داعي له مع السكان الفلسطينيين في فترة تفاوض سياسي، لكن الأرض ستتفجر مع تفاوض أو بغيره اذا لم يوجد ردع، واذا لم يوجد تعزيز للقبضة الاستخبارية على الأرض.

"يديعوت"
 « رجوع   الزوار: 1507

تاريخ الاضافة: 19-10-2013

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
4 + 8 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :287293
[يتصفح الموقع حالياً [ 115
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013