النقب - المركز الفلسطيني للإعلام
تعد خطة برافر من أخطر مشاريع تهجير عرب النقب، بل من أخطر مشاريع التهويد التي وضعت حتى الآن، حيث اعتبرت منطقة النقب - من وجهة النظر الصهيونية - موقعاً طبيعياً لتطوير الصناعة والسياحة والزراعة، ومن ثم استيعاب مئات الآلاف من المهاجرين والمهجرين اليهود القادمين من شتى أنحاء العالم.
وبحسب البروفيسور الصهيوني (يرمياهو برنوير) فإنه من المتوقع أن يتم توطين حوالي (250) ألف مهاجر يهودي جديد في منطقة النقب، في الوقت الذي خطط فيه شارون، أيام حكومته، لتوطين مليون يهودي.
ويقول الخبير في الجغرافية والتنمية الإقليمية، ومدير مركز عدالة القانوني لحقوق الفلسطينيين في النقب، د. ثابت أبو راس لمراسلنا: "إن مساحة النقب تبلغ 12,800 كم مربع، أي حوالي 58% من مساحة الكيان الصهيوني حاليا، وأكثر من 47% من مساحة فلسطين التاريخية، وأن ثلثي المنطقة مغلقة أمام الاستخدام المدني، ويسكنها 10% من السكان فقط".
قانون عنصري بامتياز
وأكد أبو راس أن خطة برافر" العنصرية تتضمن إجبار الفلسطينيين في النقب على التنازل عن 50% من أراضيهم تحت حجج واهية لتطوير المنطقة، واتباع سياسة التمييز بين العرب واليهود المحتلين في قضايا الأرض والتخطيط في النقب، وإغلاق مناطق كاملة أمام المواطنين، لتسهيل هدم قرى بكاملها، وترحيل عشرات آلاف المواطنين.
وتابع: لجنة "برافر" هي لجنة أقيمت بحسب ادعاءات حكومة الاحتلال لـ"تنظيم إسكان البدو في النقب"، ولكنها لم تقبل الاعتراف بأية قرية غير معترف بها، بل صعّدت إلى إقرار المخطط الذي سيؤدي إلى تهجير أكثر من (70000) عربي فلسطيني من أرضه وبيته، وستتم مصادرة ما يقارب 800 ألف دونم من ملكيات فلسطينيي النقب.
وأضاف: مخطط "برافر" سيتحوّل إلى قانون في الكنيست الصهيوني في الأيام المقبلة، بعد أن تمت الموافقة عليه بالقراءة الأولى بأغلبية 43 عضو كنيست مقابل 40 عضو كنيست ضده.
18 قانونا لتهويد النقب
من جانبه، يقول الأستاذ عطية الأعسم رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب: "إن الحكومات الصهيونية المتعاقبة أقرت 18 قانوناً خاصاً لمصادرة أراضي عرب النقب، كما سجل هدم 10 آلاف بيت عربي حتى الآن في النقب".
وأردف: تهدد دولة الاحتلال حالياً ما لا يقل عن 42 ألف منزل عربي في النقب بالهدم، حيث إن وزارة الداخلية الصهيونية تقدر عدد البيوت المرشحة للهدم بحوالي 42 ألف بيت في الوسط العربي في النقب وحده، علماً بأن هذه البيوت تأوي حوالي 85 ألف نسمة من العرب.
وأضاف: إن سلطات الكيان الصهيوني عملت على تجميع فلسطيني النقب الذين أصبح عددهم اليوم يتراوح بين (150 - 160) ألفاً في سبعة تجمعات سكنية محاصرة ومفصولة عن بعضها، وذلك بعد أن تمت مصادرة أراضيهم كلها البالغة مساحتها أكثر من مليونين ونصف المليون دونم زراعي قبل العام 1948م، ولم يبق منها بين أيدي السكان العرب الآن سوى حوالي (150) ألف دونم فقط، وتسعى تلك السلطات للاستيلاء عليها أيضاً وتجريد سكانها منها.
وقد شرعت السلطات في تنفيذ مشروع تجميع عرب النقب في التجمعات السكانية السبعة منذ نهاية الستينيات، أما التجمعات فهي: راهط، وهي أكبر تجمع سكاني عربي في النقب، ثم تل السبع، وعرعرة، واكسيفة، ثم الشقيب، وأخيراً اللقية، وحورا.
مخططات لا تنتهي
وأكد، أن السلطات الصهيونية وحكوماتها المتعاقبة منذ العام 1948 تحاول بشتى السبل تهويد منطقة النقب، وتهجير سكانها الأصليين من خلال محاصرة فلسطينيي النقب في منطقة معزولة، وتمدينهم بإغرائهم بالوظائف والبيوت من أجل تشجيعهم على الانتقال للمدن وترك أراضيهم، إضافة إلى إنهاء ادعاءات الملكية من خلال الاستيلاء على الأراضي.
وبين أن "إسرائيل" تحاول تنفيذ هذه المخططات بإقصاء وتهميش فلسطينيي النقب، وتعزيز القبلية والنزعات الاجتماعية فيما بينهم، ومنع إمداد سكان القرى بالماء والكهرباء والخدمات.
وكذلك هدم بيوتهم وتدمير مزارعهم، وإغلاق مساحات كبيرة من الأراضي بحجج أمنية، وإغلاق الطرق الرابطة بين القرى البدوية، وتقسيم البدو, وتحريض اليهود عليهم، وتغذية الفتن بين القبائل العربية.
