قللت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من جدوى تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، بشأن السعي لتحسين دمج اللاجئين الفلسطينيين في الدولة العربية.
وقال المتحدث باسم أونروا سامي مشعشع إن تصريحات "كوشنر بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين لا تقدم وتؤخر ولا تؤثر على استمرار عملنا في تقديم خدماتنا".
وأضاف مشعشع أن "محاولات عديدة جرت في السابق لإقناع اللاجئين الفلسطينيين والدول المضيفة بإبقائهم حيث هم، مؤكدا وجود إجماع دولي عبر قرارات دولية لازمة أن قضية الفلسطينيين يجب أن تحل حلا سياسيا عادلا حسب قرارات الأمم المتحدة".
وكان كوشنر أشار في لقاء هاتفي مع صحفيين الخميس، إلى أن الخطة الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة باسم "صفقة القرن" ستسعى إلى تحسين دمج اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية.
وألمح كوشنر إلى أنه يفضل تطبيع وضع اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا أو أجبروا على الفرار من بلادهم عند قيام دولة إسرائيل في 1948، وأبنائهم وأحفادهم.
ولفت إلى أن عددا مماثلا من اليهود فروا أو طردوا من الدول العربية وتم استيعابهم في أماكن مختلفة، بينما لم يستوعب العالم العربي الكثير من هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين.
واعتبر مشعشع أن العمل لإلغاء الوكالة واستمرارها في تقديم خدماتها وإضعافها وتجفيف مواردها "ليس جديدا ولكن صدور تصريحات مستمرة بهذا الشأن مزعج ومقلق".
ودعا كافة الدول إلى تقديم دعمها المالي للوكالة إلى جانب السياسي من أجل الإبقاء على المنظمة الدولية حتى يصار إلى حل لقضية اللاجئين.
واعتبر أن استمرار أونروا في تقديم خدماتها في ظل دعم سياسي ومالي من قبل 42 دولة حول العام "رسالة قوية وإشارة أننا في الطريق الصحيح رغم كل التهديدات".
وأشار مشعشع إلى أن الوكالة أمام استحقاق هام في سبتمبر المقبل لأنه سيشهد تصويت الجمعية العامة على تجديد ولاية أونروا لمدة ثلاث سنوات أخرى، معربا عن أمله في الحصول على تصويت أكبر عدد من الدول كما حصل في 2016.
وتقدم أونروا التي تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، خدماتها لحوالي خمسة ملايين من لاجئي فلسطين المسجلين لديها في مناطقها الخمس وهي الأردن، وسوريا، ولبنان والضفة الغربية، وقطاع غزة.
وتشتمل خدمات الأونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والإقراض الصغير.
