.

عرض المقال :رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة.. فلسطينيو لبنان يُصرّون على إحياء أجواء العيد

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة.. فلسطينيو لبنان يُصرّون على إحياء أجواء العيد


خاص – لاجئ نت
تستقبل المخيمات الفلسطينية في لبنان عيد الفطر بوجهٍ مختلف عما هو عليه في كل عام، وسط هواجس من مشاريع التوطين وبين آمال العودة غير البادية في الأفق، وفي ظل الوضع الأمني الذي يخيم على المخيمات كافة، إضافة إلى الوضع الاقتصادي جراء عدم وجود فرص عمل، ما يؤثر بشكل كبير على مشتريات الناس وتجهيز احتياجات العيد، حيث يعاني اللاجئون الفلسطينيون واقعاً معيشياً واجتماعياً صعباً مع استمرار حرمانهم من الحقوق الإنسانية والاجتماعية والمدنية والسياسية في لبنان، فضلاً عن الواقع الصحي والتعليمي المتردّي، وتقليص «الأونروا» لخدماتها.

يطلّ العيد على المخيمات الفلسطينية في لبنان، خجولاً، بطيئاً، تغيب عن ملامحه الكثير من معاني الفرحة وتزيد المعاناة نظراً للاضطرار إلى مواكبة متطلبات العيد من مأكل وملبس وهدايا الزيارات..

ولكن، على الرغم من الألم والغربة، إلا أن الفلسطيني يجد دائماً فسحة من الأمل والفرح، على الأقل لممارسة الطقوس والشعائر الدينية والاجتماعية والمشاركة في الأنشطة العامة، وزيارة أضرحة الشهداء والموتى.. وتفاوتت آراء اللاجئين الفلسطينيين في أحاديثهم لـ«شبكة لاجئ نت»، حول التحضير للعيد، والأجواء المحيطة به.

الشاب الفلسطيني محمود م. في العقد الثالث، أشار إلى أن عيد الفطر يأتي هذا العام في ظل أزمة اقتصادية كبيرة وارتفاع أسعار كافة السلع حيث لم يستطع الناس شراءها، علماً بأنه من المعروف أن من المظاهر الاحتفالية بعيد الفطر، شراء الثياب والحلوى، ولكن في هذا العيد تقلصت هذه المظاهر بشكل كبير، وهناك بعض العائلات لم تتمكن من شراء اللحوم أو الثياب الجديدة لأطفالها..

وبدورها السيدة أم أحمد من مخيم البرج الشمالي تقول: يختلف هذا العيد عن الأعياد التي سبقته نتيجة غلاء الأسعار، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية التي يعيشها أبناء شعبنا الفلسطيني، ويزداد الوضع سوءًا كل عام، بسبب البطالة المتزايدة عند أبناء المخيم الفلسطيني، لذلك يأتي العيد هذا العام وفرحة أطفالنا منقوصة، فلا قدرة مادية عند الأهل تسعفهم لشراء ملابس العيد التي ينتظرها الأبناء من العام إلى العام، ولا عيدية يأخذونها من الأهل والأقارب، لأن الوضع الاقتصادي سيئ للغاية. وأضافت: تراجعَ حجم المساعدات الاجتماعية التي كانت المؤسسات تقدمها للكثير من العائلات، فكل ذلك يشكل ضغطًا نفسيًا كبيرًا على أهالي المخيم، وبشكل عام هذا العيد هو عيد حزن واكتئاب، وليس هناك معالم بهجة للعيد، سوى الأراجيح التي يتم نصبها في أزقة المخيم وشوارعه لعلّها تُدخل بعض الفرح في قلوب الأطفال.


وقالت السيدة أم عامر من مخيم برج الشمالي (71 عاماً) لـ«لاجئ نت»: على الرغم من الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان، إلا أنهم ما زالوا يتمسكون بالعادات والتقاليد في استقبال العيد الذي له رونق خاص وتحضيراتنا للعيد مثل أي بيت فلسطيني، منعمل المعمول والكعك بالبيت، حيث تجتمع العائلة بدائرة واحدة من الفرح، وكل واحدة من بناتي وزوجات أبنائي لها دور، فمنهم من يعجن العجينة حتى تخمر وأخرى تُكبتل حشوة التمر، ومنهم من يطبع المعمول بملاقط من الحديد خاصة لزخرفة الكعك، ومنهم من يُدخل المعمول بالفرن، والباقي منهم يجمعون المعمول في الأواني ونوزع جزءًا منه على الأقارب والجيران،

وتتكوّن كعكة العيد أو معمول العيد، من حشوة التمر والجوز والسمسم وماء زهر وماء ورد وبهار الكعك واليانسون والمحلب وجوزة الطيب والقرنفل، أما عجينة المعمول فتتكون من الطحين والسميد الخشن والسميد الناعم والسمن البلدي..

أما الطفل أحمد ابن العشر سنوات يخطط لقضاء العيد كله والذهاب إلى المراجيح والملاهي مع أصدقائه وشراء الألعاب من مصروفه الذي جمعه أثناء شهر رمضان، ويقول خططت أنا وأصحابي لأن نخرج أيام العيد، واتفقت معهم للذهاب إلى المطعم ونتناول الغداء ونشرب العصير وقضاء يوم العيد بكامله خارج المنزل، والذهاب إلى محل العاب البلاي ستيشن وإقامة بطولة في كرة القدم على «بلاي ستيشن».

وبدورها الطفلة رفيف تحسب الأيام المتبقية للعيد بفارغ الصبر، وعلى موعد لشراء ألعابها من محل الألعاب في المخيم، فهي قد انتقت لعبتها منذ بداية شهر رمضان وتصرّ على والدها لشرائها، إلا أن الأوضاع المادية تَحول دون مقدرته على شراء لعبة لها بانتظار بصيص أمل أن تتيسر الأحوال مع حلول العيد لشراء الألعاب والحلوى واللحوم لأطفاله.
 « رجوع   الزوار: 1340

تاريخ الاضافة: 04-06-2019

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
4 + 9 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :286152
[يتصفح الموقع حالياً [ 62
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013