.

عرض المقال :الطفلة هالة.. وأحجية وقف توريد الـ"روكرمون" لغزة

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

الطفلة هالة.. وأحجية وقف توريد الـ"روكرمون" لغزة


أكثر من نصف سكان قطاع غزة فقراءنقيب موظفي غزة: الحكومة برام الله هي المعنية بتحديد موعد صرف الرواتبغوتيريش يدعو لتحقيق مستقل وشفاف بشأن غزةمعبر رفح.. "بوابة القهر" لا تزال تحول بين الحياة وغزة

لا تعرف الطفلة هالة ذات الثماني أعوام، أبجديات السياسة، ومأساة الانقسام الفلسطيني، ولا تعرف حتى لماذا يفرض "الرئيس" عقوباته على قطاع غزة، ويمنع عنها الدواء والكهرباء والرواتب.

هالة الحوش (12 أعوام) مصابة بالفشل الكلوي، وتذهب 3 مرات أسبوعيا لغسيل الكلى في مستشفى الرنتيسي للأطفال بغزة، كل ما تحلم به أن تبرأ من مرض ثقيل مؤلم وقاس ألم بها قبل عدة سنوات.

سؤال بلا إجابة!
تتسائل عن سبب عدم توريد وزارة الصحة في رام الله لحقن الـ "روكرمون" لغزة، ومسماها العلمي "الإريثروبويتين"، تقول: هل يريدون وضع ألم جديد فوق ألمنا ووجعنا.

ويختصر عمل هذه الحقن على المساهمة في تعويض النقص الحاصل في خلايا الدم الحمراء الناجم عن الفشل الكلوي لدى الإنسان.

هالة ومعها 35 طفلا، ومئات آخرين في قطاع غزة، باتوا في خطر شديد، وباتت صحتهم في تراجع، نتيجة عدم توريد هذا النوع من الدواء، من قبل وزارة الصحة في رام الله.

مصادر طبية متطابقة ومرضى أكدوا لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن وزارة الصحة في رام الله، لم تورد حقن الـ"ركرمون" منذ الخامس والعشرين من شهر مارس/ آذار المنصرم.

هالة تقول لمراسلنا وعلامات الإعياء الشديد بادية عليها، إنها حرمت حقها في العلاج، لا سيما وأن حقن الـ" روكرمون" جزء أساسي من علاجها المتمثل في "غسيل الكلى".

تتساءل ببراءة وعفوية: ماذا فعلنا نحن مرضى الفشل الكلوي، وما علاقتنا بالسياسة.

وخضم الحديث مع مراسلنا، وبابتسامة جميلة، وروح عفوية مرحة، تقول الطفلة المريضة: "سأكبر وأصبح طبيبة، كي أعالج أطفال الفشل الكلوي، فأنا عانيت جدا من هذا المرض، ولا أريد أن يعاني أي طفل منه".

وتناشد الطفلة للتدخل السريع لحل مشكلة عدم توريد حقن الـ" روكرمون" لقطاع غزة، حفاظا على حياتهم، وللتخفيف من أعباء المرض الذي وصفته بـ"الصعب"، في إشارة لمرض الفشل الكلوي.

أعراض ومضاعفات
بدورها، تقول والدة الطفلة هالة, إسلام الحوش (29 عاما) إنها تتألم بشدة للحالة الصحية التي وصلت لها طفلتها، نتيجة وقف الحقن.

تضيف في حديث لـ"مراسلنا" أن ابنتها ونتيجة عدم توريد حقن الـ" روكرمون"، وصل دمها لـ7، وعبر عن تخوفها من أن تتدنى بشكل أكبر، مشيرة أن هذه الحقن تعمل على تعويض خلايا الدم الحمراء لمرضى الفشل الكلوي.

ومن الأعراض الظاهرة على الطفلة هالة، الهزل الشديد، وفقدان الشهية، والإصفرار، والغثيان، وملامح الضعف العام.

وتتساءل الوالدة المكلومة، عن أسباب عدم توريد وزارة الصحة في رام الله، حقن الـ" روكرمون" لقطاع غزة، معبرة عن خشيتها من أن يكون هذا الصنف من الدواء قد أضيف لقائمة الأدوية التي تمنع من التوريد لقطاع غزة.


وتؤكد أن ابنتها التي تغسل الكلى منذ ست سنوات، كانت تأخذ هذا الصنف بانتظام، وتقول إنه لم ينقطع مطلقا خلال تلك المدة.

بدائل صعبة
وتشير الحوش إلى أنها بدأت بالبحث عن مصدر بديل لهذا النوع من الحقن في صيدليات قطاع غزة، ونبهت إلى أنها اعترضت بعائقين هما: ندرة وجوده، إضافة لارتفاع ثمن الحقنة الواحدة منه والتي تبلغ 60 شيقلا.

وتحتاج الطفلة هالة من 15 لـ20 حقنة من هذا النوع شهريا، بمبلغ يقارب 1000 شيقل (300 دولار)، وتؤكد أن حالتهم المادية في ظل الأوضاع القاسية التي يعيشها المواطنون في قطاع غزة، لا تسمح لهم بشراء الحقن، وإن توفرت.

وتدعو الحوش لتجنيب المرضى بشكل عام، ومرضى الفشل الكلوي من التجاذبات السياسية، والخلافات السياسية، مؤكدة أنه لا ذنب للمرضى كي يطحنوا في سلسلة العقوبات التي يمارسها رئيس السلطة محمود عباس ضد القطاع.

وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قد قرر في الـ19 من مارس الماضي، فرض عقوبات جديدة صارمة ضد قطاع غزة، على خلفية استهداف موكب رئيس الوزراء، الذي اتهم حركة حماس بالمسؤولية عنه.

وكرر رئيس السلطة تلك التصريحات مرات متعددة، مطالبا بتسليم حماس قطاع غزة مرة واحدة من الألف للياء بكامل المؤسسات والوزارات والسلاح والدوائر.

ومع مرور الأيام، وبعد تصريحات متواترة رشحت عن بعض القيادات في السلطة وحركة فتح بالتلويح بوقف الرواتب لموظفي السلطة بغزة، وهو ما يبدو انه قد حدث حيث لم يتلق موظفو السلطة بغزة رواتب شهر مارس الماضي أسوة بالموظفين بالضفة.

وكان عباس فرض بإبريل الماضي إجراءات عقابية ضد قطاع غزة، أبرزها تقليص كمية الكهرباء الواردة له، وخصم ما نسبته 30-50% من رواتب موظفي السلطة، وإحالات بالجملة للتقاعد، عدا عن تقليص التحويلات الطبية للمرضى.

وربط تلك الإجراءات بحل حركة حماس للجنتها الإدارية في غزة، ما دعا حماس للمبادرة لحلها استجابة للرعاية المصرية والبدء في خطوات متقدمة نحو المصالحة كان منها تسليم الوزارات والمعابر لحكومة التوافق الوطني، وعودة موظفين مستنكفين للعمل.

المصدر: مركز فلسطين للإعلام
 « رجوع   الزوار: 1245

تاريخ الاضافة: 17-04-2018

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
7 + 7 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :286182
[يتصفح الموقع حالياً [ 105
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013