الخميس، 22 كانون الأول، 2016
تقرير: هبة الجنداوي - لاجئ نت
في إطار الذكرى المئوية لوعد بلفور المشئوم، أحيت منظمة ثابت لحق العودة تلك الذكرى الأليمة بندوةٍ احتضنتها بلدية مدينة صيدا جنوبي لبنان، صباح اليوم الأربعاء 21 كانون أول (ديسمبر).
الندوة التي انطلقت تحت عنوان "اللاجئون الفلسطينيون في لبنان التحديات والفرص المتاحة"، حضرها عددٌ من الشخصيات الفلسطينية السياسية والنضالية وباحثين وصحفيين.. وتضمّنت عدة أوراق لفصائل فلسطينية متنوّعة، عُرضت خلالها أبرز الملفات التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وهي الحقوق المدنية، خدمات وكالة "الأونروا" وسياستها، والتحديات الإنسانية والأمنية والإعلامية.. والتي ما كان للاجئين الفلسطينيين أن يُقاصوها لولا ذلك الوعد الذي أعطى ما لا يملكه لمن لا يستحقّه.
إفتُتحت الندوة بفيديوغرافيك عن واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الصحي والتعليمي والاقتصادي والاجتماعي، بالأرقام والإحصائيات والوقائع. أعقبها كلمةً لمدير عام منظمة ثابت سامي حمود، الذي تحدث عن نتائج وعد بلفور المشؤوم على اللاجئين الفلسطينيين.
وأضاف حمود أنه "ربما يكون الجميع مقصراً في مواجهة التحديات التي تواجه اللاجئين إلا أنّنا نستطيع البحث عن الفرص لإيجاد الحلول لهذه التحديات".
الجلسة الأولى.. التحديات الإنسانية والفرص المتاحة
أدار الجلسة الأولى الباحث في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية إبراهيم العلي، وتضمّنت الجلسة ورقتين الأولى بعنوان "ملف الحقوق المدنية للاجئين في لبنان- حق العمل وحق التملك نموذجاً" قدّمها المدير التنفيذي لمؤسسة التنمية الإنسانية، سامر منّاع. وتناولت الورقة الثانية "ملف خدمات وكالة الأونروا المقدمة للاجئين وسياسة التقليصات" قدّمها منسّق العلاقات العامة في مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان، محمد الشولي.
وأشار منّاع في ورقته إلى أنّ اللاجئين الفلسطينيين لا يزالون يناضلون من أجل الحفاظ على استقرار مخيماتهم في ظلّ التضييقات التي تمارسها الدولة اللبنانية بحقهم انطلاقاً من اعتبارهم أنّ المخيمات الفلسطينية "بؤر إرهاب"، وأنّ الفلسطينيين هم مجرّد أرقام تُخلّ بالتوازن الطائفي. مؤكدا أنّ الدولة اللبنانية لم تُحدد حقوق اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1999 الأمر الذي ضاعف من المشاكل التي يواجهها اللاجئون.
كما استعرض بالأرقام والحقائق علاقة الفلسطينيين بالدولة اللبنانية على مرّ السنوات الماضية، داعياً لتصحيح تلك العلاقة حفاظاً على حق العودة.
وفي ورقته، تطرّق الشولي لملف وكالة "الأونروا"، حيث تحدث عن تقليص الوكالة لخدماتها التي بدأت ما بعد اتفاقية أوسلو وصولاً إلى عام 2015، حيث بلغت التقليصات ذروتها وانطلقت معها سلسلة من الاحتجاجات الشعبية الفلسطينية ضد سياسة التقليصات تلك.
كما تحدث عن انعكاسات سياسات "الأونروا" التقليصية على اللاجئين صحياً وتعليمياً واجتماعياً وإغاثياً. كذلك عن مشاريع تحسين البنى التحتية في المخيمات الفلسطينية وإعادة إعمار مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان.
أما عن الفرص المممكنة لإيجاد الحلول لتلك التحديات، يتساءل الشولي لماذا لا تقوم الأونروا بإنشاء مركز صحي ضخم في لبنان للاجئين الفلسطينيين.
الجلسة الثانية.. التحديات السياسية والأمنية والإعلامية والفرص المتاحة
أما الجلسة الثانية من الندوة، فقد أدارها مسؤول جبهة التحرير الفلسطينية في لبنان، صلاح اليوسف، واشتملت على ورقتين الأولى قدّمها نائب المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان، د. أحمد عبد الهادي تناول خلالها "التحديات السياسية والأمنية والفرص المتاحة- المبادرة الفلسطينية نموذجاً". والثانية تحت عنوات "التحديات الإعلامية ودور الإعلام الفلسطيني في مواجهة التحديات"، للكاتب والإعلامي الفلسطيني هيثم أبو غزلان.
واعتبر د. عبد الهادي في ورقته أنّ الشعب الفلسطيني في لبنان استطاع أن يواجه التحديات الخطيرة التي تعرض لها خلال السنوات الماضية والوقت الحالي في مخيمات عين الحلوة وبرج البراجنة ونهر البارد.
كما تحدث عبد الهادي عن المبادرة الفلسطينية التي انطلقت لحفظ الأمن في المخيمات الفلسطينية، مؤكدا على أن التحديات التي تواجهها المخيمات تزيد من الواجب في مواجهة هذه التحديات.
ويضيف عبد الهادي أن هناك عددا من التحديات المستمرة التي تواجه اللاجئين منها اجتماعية وسياسية وأمنية، وتلك التي سببتها الأزمات في الشرق الأوسط.
وأكد عبد الهادي أنه رغم هذه التحديات هناك فرص يمكن استثمارها من خلال تظافر الأطر الفلسطينية ووحدة الموقف الفلسطيني. مشيداً بالوعي الفلسطيني الرسمي والشعبي في الدفاع عن الوجود الفلسطيني في لبنان.
من جهته أشار أبو غزلان إلى أنّ الإعلام الجديد لعب دور فعال في خدمة القضية الفلسطينية. مؤكدا وجود تحديات إعلامية عديدة تواجه الإعلام الفلسطيني في لبنان منها ذاتية ترجع إلى الوسيلة ذاتها خاصةً في ما يتعلق بالمضمون وسياق الأخبار، كذلك عدم استطاعة الإعلام إيصال رسالته للجمهور اللبناني.
كما تحدث أبو غزلان عن ضعف التغطية الإعلامية اللبنانية لأخبار اللاجئين. موصياً بضرورة وضع خطة لمحاربة محاولات تشويه الوجود الفلسطيني في لبنان، كذلك إنشاء وحدة إعلامية وصحيفة موحدة تتناول أخبار اللاجئين في لبنان، وتفعيل التواصل مع الإعلام اللبناني.
واختُتمت الجلستان والأوراق الأربعة بنقاش عام ومداخلات الحضور وملاحظاتهم، ومنها ما تناول سياسة "الأونروا" وانعكاساتها وحق العمل، ومدى تفاعل الجهات اللبنانية مع القضايا الأمنية الفلسطينية في المخيمات، والإطار الإعلامي الفلسطيني ومنه الشبابي والإلكتروني.
يشار إلى أنّ ذكرى وعد بلفور التي تأتي في 2 من تشرين الثاني (نوفمبر) من كلّ عام، يُحييها اللاجئون الفلسطينيين في كلّ مكان تأكيداً على تمسّكهم بحقهم الذي انتزعه منهم التعهّد الرسميّ البريطاني الذي قطعه وزير الخارجية آنذاك آرثر بلفور عام 1917، بمنح اليهود وطناً في فلسطين على حساب الفلسطينيين أصحاب الأرض؛ حيث كانوا يشكّلون أكثر من 94% من تعداد السكان.
