.

عرض المقال :التسرب المدرسي بين تحدي الواقع ومرارة التهجير...

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

التسرب المدرسي بين تحدي الواقع ومرارة التهجير...


المصدر/ بقلم فاطمة مجذوب: 
هو معيار حقيقيّ للحياة ونورها، طريقٌ للتميّز والابداع، سبيلٌ للتَنمية الشاملة والتقدم، قبرٌ للجهل والتشرد، يعتبر ركيزة الركائز التي يجب أن تفرض فرضًا على كل أطفالنا وشبابنا وكل شرائح المجتمع لكي يخرجوا من مأزق التخلف والعار والأمية الى الحياة، إنه "التّعليم".
التّعليم الذي بات في يومنا هذا صمام الامان الأول لحماية اطفالنا وشبابنا من التطرف والضياع والانحراف والغلو، لذلك يجب أن تتكاتف وزارة التربية والتّعليم جاهدة أن تفرضه فرضًا على كل الاطفال، لكن للأسف في العديد من الدول ولاسيّما لبنان لا توجد أي سلطة تقوم بفرضه فقد يقابل التعليم بشكل مباشر أكبر المصائب والحروب وهي ظاهرة "التسرّب المدرسيّ" التي تفشت في الوسط التّعليميّ وباتت سببًا رئيسًا للجهل والانحراف بالاضافة الى رغبة الطلاب بـِ ترك المدرسة مقابل عمل لا يليق ب أدني مستويات الحياة الانسانيّة وإيجار لا يتجاوز الخمسة ألاف ليرة لبنانية يوميًا. 
أما عن موقف الدولة اللبنانية فهي تعيش حالة من اللامبالاة تجاه هذه الظاهرة وكأنها لا تعنيها أبدًا.
ولمتابعة هذا الموضوع أكثر توجهنا وأجرينا مقابلة مع مدير ثانوية الإيمان الأستاذ كامل كُزبر حيث قال "لا يمكن لامم أن تنهض دون التّعليم والجهل هو سبب انهيار كل الامم ولذلك كان الخوف على موضوع الجهل والتسرّب المدرسيّ لاسيّما بحق اللاجئيين السوريين وبات همنا الأول كيفية وجود فرص تّعليم لكل الطلاب من كل الفئات والشرائح"، مضيفًا أنهم في مدينة صيدا وتحديدًا في مدرسة الايمان وفي الشبكة المدرسية وفي بلدية صيدا  كان كل هدفنا تأمين فرص تّعليم للسوريين وبفضل الله استطعنا تأمين رغم انه بالفترة الاولى كان هناك غياب للدولة بشكل كامل".
وتابع كُزبر أن التسرب المدرسي تتحمل مسؤوليته الدولة اللبنانية لانها لديها القدرة لمنع هذا الشيء من خلال إلزام الطلاب ومعاقبة الأهل الذين يسمحون لأبنائهم بالخروج إلى العمل، مؤكدًا أنه للتسرب سببين وهما:
أولًا: الحاجة الماليّة.
ثانيًا: الجهل عند الأهل وهذا الأمر جدًا خطير مما يدل على عدم تحمل المسؤولية.
وختم كُزبر برسالة إلى كل طالب لاسيّما للطلاب السوريين قائلًا " الابداع يولد من التحدي وانتم تعيشون في تحدي وهذه فرصة لتبدعون فيها رغم الامكانيات الصعبة كلما كان لديكم تحدي وعزم سوف تبدعون، وإياكم ترك التّعليم لانه هو المستقبل و روح العلم عصا لا تُكسر ولا مستقبل دون علم".
وبدوره أكد لنا الناشط في المجال التعليميّ للطلبة النازحين من سوريا الأستاذ وسيم وني ان "التسرّب المدرسيّ" للأطفال السوريين والفلسطينين النازحين من سوريا  في لبنان ، أساسه أسباب عدة ومنها اختلاف المنهاج واللغة التي تشكل تحدي للطالب  وطريقة إعطاء الدروس، وتكلفة المواصلات ، والحالة النفسية التي تلعب دوراً أساسيًا في ترك عدد كبير من الطلاب مدارسهم والتوجه للبحث عن عمل ضمن طاقاتهم وإمكاناتهم وقدراتهم، وحتى القانون الإلزاميّ الذي كان يجبر الأهل على تدريس أولادهم الى مرحلة محددة غاب مع غياب الطلاب عن صفوفهم.
مشددًا وني إن حالة التسرب موجودة في الوطن العربي أجمع ، لكنها تفاقمت كثيرا في ظل الازمة السورية  بشكل كبير  وبشكل محزن تبعًا للظروف التي يمر بها الأهالي من تهجير وطرق عيش صعبة  تؤثر في عقل الطالب الذي يتشتت ذهنه وتحول دون إكماله دراسته، فيضطر إلى التسرّب بعد أن يكون قد قطع شوطً كبيرًا من الدراسة، فيقع الطالب فريسة الأوضاع النّفسيّة والماديّة المتردية،  وتقف الظروف المعيشية الصعبة عائقاً أمام إكمال الطالب تعليمه،  مما ساهم في تفاقم الوضع الاقتصادي والذي يؤثر بدوره في زيادة نسبة التسرب من المدارس. مؤكدًا أنه بالنسبة له  هناك القليلون  ممن يستطيعون التوفيق بين مدرستهم وعملهم، إلى أن تقودهم الحال الى ترك المدرسة لعدم القدرة على التنظيم .
وتابع وني قائلًا " في ظل أزمة النزوح التي يعاني منها الشعب السوري وفلسطيني سوريا في لبنان، لا يوجد حل قطعي لمشكلة التسرّب، ولكن إدارة ثانوية الإيمان في صيدا التي أخذت على عاتقها تدريس الطلبة السوريين وفلسطينو سوريا   تتابع بشكل كامل هذا الموضوع  ، من خلال إخبار الأهالي بغياب الطالب ومن خلال متابعته حتى خارج أوقات الدوام المدرسيّ وهناك العديد من الحالات التي استطاعت من خلالها إدارة ثانوية الإيمان إرجاع الطالب المتسرب من سوق العمل إلى المدرسة، وكما لا ننكر دور المؤسسات والجمعيات التي تعالج موضوع التسرّب المدرسيّ من خلال الدورات المجانية  التي تستهدف المنقطعين عن الدراسة كجمعية أكاديمية لبنان للتدريب في صيدا، وللمعلم والإدارة أيضًا لهم دور كبير في الحدّ من مشكلة التسرّب، وأكثر ما يجذب الطالب هو الابتسامة، ومعاملته على أنه شخصية منفردة ومراعاة ظروفه الاجتماعيّة والنّفسيّة".
إذًا إن التّسرّب المدرسيّ هو السبب الأهم في انتشار الامية والجهل في واقعنا والخوف الأكبر في الايام المقبلة أن يقوم بعض الطلاب بتشجيع باقي أقرانهم على ترك المدرسة وهنا تكمن المشكلة.... فمن من يتحمل مسؤولية النتائج؟ وهل الدولة اللبنانية سوف تبقى مهملة لوضع هؤلاء وتركهم دون أي حسيب ورقيب؟
 « رجوع   الزوار: 1337

تاريخ الاضافة: 20-08-2016

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
8 + 1 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :286191
[يتصفح الموقع حالياً [ 116
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013