.

عرض مقابلة :الحاجة أم مهند إدريس.. يوميات مرابطة في الأقصى

  الصفحة الرئيسية » ركن المقابلات

الحاجة أم مهند إدريس.. يوميات مرابطة في الأقصى










القدس المحتلة (خاص)- المركز الفلسطيني للإعلام
الرباط في الأقصى، روتين يومي اعتادت عليه الحاجة خديجة موسى إدريس 50 عاماً من حي علاء الدين في البلدة القديمة، منذ عشرات السنين لكونها من أحد مجاوري المسجد الأقصى المبارك.
 
فمع ساعات فجر كل يوم، تستيقظ الحاجة "أم مهند" لتتوضأ ثم تجهز نفسها وتنطلق نحو المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر، وتصف هذه اللحظات بالقول: "بحكم قرب منزلي من المسجد الأقصى، منذ عشرات السنين، وأنا استيقظ باكرا لأتنسم عبق طرقات البلدة القديمة في المدينة أثناء توجهي إلى المسجد الأقصى"..

وتضيف أم مهند في حديثها لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، بعد انقضاء وقت صلاة الفجر أعود إلى منزلي لأتدبر أموره من ترتيب وغسيل وغيرها، ثم أستعد مجددا للانطلاق نحو باحات الأقصى وساحاته، لألتحق بالمرابطين والمرابطات فيه.

وبكلمات تحمل الكثير من الحب للأقصى، تتابع أم مهند حديثها بالقول: "انتسبت لحلقات المرابطين في مصاطب العلم ضمن مؤسسة عمارة الأقصى منذ نحو أربع سنوات، فقد حضر ممثلون عن المؤسسة، وعرضوا الأمر علي، في الوقت الذي كنت أتلقى فيه دروساً في المدرسة الختنية في المسجد الأقصى".

البرنامج اليومي

وتضيف: "أبدأ يومي بقراءة القرآن الكريم داخل ساحات المسجد الأقصى، أستشعر مع بداية اليوم بروحانية المكان، وهذا يزيدني إيماناً، وبعد قراءتي للقرآن الكريم يبدأ درس الفقه والتشريع، يليه درس أحكام التجويد، ثم الأحاديث النبوية ثم أذهب لصلاة الظهر في المصلى القبلي".

وتشير "أم مهند" إلى أن الرباط داخل ساحات المسجد الأقصى زادني تعلقاً بمسرى الرسول، وزادني عزيمة لأبقى من مجاوري بيت المقدس، ولأبقى من المدافعين عن مسرى الرسول وشرف الأمة وكرامتها.

وتتابع بالقول: "هناك الكثير من الروابط تربطني بكل ما في الأقصى، وكذلك روابط قوية بالأخوات المرابطات، فأصبحنا كالجسد الواحد نخاف على بعضنا البعض، ونحمي بعضنا في حالة أي اعتداء أو ضرب أو مواجهات تحدث في ساحات المسجد، ونشارك بعضنا البعض في الأفراح والأحزان".

وتقول الحاجة أم مهند في وصفها لبرنامج رباطها اليومي في الأقصى: "بعد صلاة الظهر أذهب إلى استكمال الدروس في مصاطب العلم، وتكون فترة لتسميع ما تيسر حفظه من القران الكريم وتبيان معانيها، وبعد انتهائي من هذا الدرس، أعود إلى منزلي لأتدبر أموري المنزلية العالقة، لأعود عند صلاة المغرب والعشاء للصلاة في المسجد الأقصى".

منع صلاة الفجر

فرحتها برباطها للأقصى بشكل يومي لم تكتمل، ففي الوقت الحاضر تخضع لمنع الاحتلال لها من أداء صلاة الفجر داخل المسجد، إلا أن ذلك لا يمنعها من أداء هذه الصلاة حتى لو في شوارع البلدة أو على بوابات الأقصى، كما تتحدث أم مهند.

وتضيف بالقول: "أشعر بحرقة وغضب وغصة في القلب، بعد أن بات الاحتلال يمنعني من صلاة الفجر في الأقصى، وذلك بعد أن أصبح يسمح بدخول المستوطنين والجماعات اليهودية إلى الأقصى في هذه الأوقات، فيما أبقى منتظرة حتى تنتهي فترة  اقتحامات المستوطنين لساحات المسجد ويسمح لنا بالدخول".

وتتابع بالقول: "عند رؤيتهم يخرجون من الأقصى من باب السلسلة، وأنا صاحبة الحق أمنع، بأي عقيدة أمنع؟ والمسجد الأقصى للمسلمين وليس لليهود! عندما يخرج أحد المستوطنين ويشير لي ولجميع المرابطات بحركات غير أخلاقية، وقتها نتمنى أن تتشقق الأرض وتبتلعهم جميعا".

وعلى الرغم أن "أم مهند" تعاني من كسر في يدها منذ فترة زمنية، إلا أن ذلك لم يثنها عن الرباط بالأقصى، أو حتى العودة إليه بعد أن أبعدتها سلطات الإحتلال عن المسجد الأقصى، وتقول: "تعرضت قبل عام لضرب مبرح على يد أحد ضباط المخابرات، كنت جالسة مع المرابطات، وفجأة انهال علي بالضرب المبرح؛ ما أدى إلى كسر في يدي اليمنى، وإبعاد عن المسجد الأقصى لـ15 يوما".

وتضيف: "بعد انتهاء مدة الإبعاد عدت بإصرار وعزيمة أكبر، وحب في الرباط وحب في مسرى الرسول، وتعلقت به أكثر فأكثر".

وتتابع: "قبل أربعة شهور استدعتني المخابرات الصهيونية للتحقيق معي في المسكوبية عند الساعة الثامنة صباحاً،  فلم أرضخ لطلبهم ولم أذهب، ولكن في اليوم التالي عند الساعة الثامنة صباحاً، حضرت مجموعة من قوات الاحتلال وأحضرت ورقة استدعاء وتوقيف من المنزل، واقتادوني إلى القشلة في البلدة القديمة، وبعد ساعات من الزمن أحضروا سيارة لشرطة الاحتلال في المسكوبية".

حزن على الأقصى

وتقول الحاجة أم مهند، إنها "حزينة على وضع المسجد الأقصى، فهو يفتقد لمحبيه وزواره ومرابطيه، وينتظر رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا تحميه وتدافع عنه من اعتداءات المستوطنين اليومية والمتكررة، وألا يصبح حاله كحال المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل".

وتؤكد أم مهند، أنه على الرغم من قيام قوات الاحتلال بإغلاق "مؤسسة عمارة الأقصى" الداعمة للرباط والمرابطين والمرابطات مادياً في الأقصى، إلا أن هذا "الإجراء لم يثننا عن تواجدنا، لأن حبنا خالص للمسجد الأقصى وخالص لأولى القبلتين، تواجدنا في المسجد الأقصى هو الثمن الأغلى، والمسجد يتطلب منا إعماره بمحبيه وزواره ورواده باستمرار دائم.

وتؤكد أنه على الرغم من تعرضها للضرب والاعتداء والتحقيق، إلا أن "عائلتي تحييني على ثباتي وحبي للمسجد الأقصى، وتحثني على العمل والرباط لأجل الدفاع عن المسجد الأقصى رغم ما أتعرض إليه من مواجهات ومنع يومي ومتكرر".

وختمت حديثها بالقول: "تعرض العديد من عائلتي للضرب والاعتقال، فمنهم ابنتي الوحيدة مروى إدريس تعرضت للضرب من قبل مجندة صهيونية على رأسها، أدت إلى فقدانها الوعي وإحالتها إلى المشفى لتلقي العلاج من الرضوض، وتعرض ابني البكر مهند أحد حراس المسجد الأقصى للضرب المبرح من قبل الوحدات الخاصة والمستوطنين داخل ساحات المسجد".
 « رجوع   الزوار: 1443

تاريخ الاضافة: 17-10-2014

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
6 + 5 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركن المقابلات

رحيل أم عزيز الديراوي.. رمز قضية اللاجئين الفلسطينيين المفقودين بلبنان

"المقروطة".. تراث فلسطيني أصيل

عندما اقتلعت العاصفة خيمة طرفة دخلول في ليلة عرسها ورحلة العذاب اثناء النكبة

أم صالح.. لبنانية تقود العمل النسوي في القدس منذ 70 عاما

الفنان التشكيلي محمد نوح ياسين يرسم عذابات اللاجئ الفلسطيني بخيط ومسمار

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :286241
[يتصفح الموقع حالياً [ 132
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013