.

عرض مقابلة :الشاعر معروف موسى : محور كتابتي الحنين والمنفى واللجوء والمقاومة

  الصفحة الرئيسية » ركن المقابلات

الشاعر معروف موسى : محور كتابتي الحنين والمنفى واللجوء والمقاومة

شاعر عشق فلسطين أرضًا وشعبًا، جعل فلسطين بحرًا ينظم عليه أبياته الشعرية، ورسم أجمل لوحات الشعر بكلماته، جمع ما بين الحب والفراق والألم والغربة والحرمان، ليضع على رأسهم تاج المقاومة التي دحرت العدو من الأرض، إنه الشاعر معروف موسى.
"وكالة القدس للأنباء"، وضمن إطار عملها في إظهار الصورة الحقيقية لشعبنا الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية في لبنان التقى مراسلها في مخيم الرشيدية الشاعر معروف موسى فكان هذا اللقاء:

•    أستاذ معروف كيف تقدم نفسك كشاعر؟
 يمكنني أن أصنّف الشعراء إلى درجات ثلاثة، وهي:
أولاً: شعراء حقيقيون عندهم مَلَكة الشعر، ويستطيعون نظم الشعر بناء على حركة مشاعرهم وتأثرهم بمشهد، أو حديث، أو حدث، أو مناسبة، أو شخص، أو وصف لشيء ما، وهؤلاء هم الشعراء الحقيقيون، منهم من أنصفهم التاريخ، ومنهم من غُبِنوا ولم يأخذوا نصيبهم بين الشعراء.
ثانياً: شعراء يكتبون شعراً، عندهم مَلَكة الشعر، لكنهم لا يشتغلون بالشعر، ولا يمارسونه، وعندهم اهتمامات أخرى.
ثالثاً: أشخاص ينظمون الشعر بناءً على الطلب.
يمكنني هنا أن أقول  إنني من الصنف الثاني بامتياز، عندي قصائدي الخاصة، ونظَمت الشعر بألوانه المختلفة، التقليدي والتفعيلة والحر. وإنني فعلاً لا أمارس مهنة الشعر، وكل مشاركاتي في الأمسيات والإذاعات والتلفزيونات، كانت تأتي في غالب الأحيان بالإحراج، أو شعوراً مني بالمسؤولية الوطنية، لا بالمسؤولية المهنية كشاعر.

•    الشاعر معروف كيف تصف لنا الخطوة الاولى من مشوارك الشعري؟
كتبت الشعر منذ الصغر، وكان مدرّسو اللغة العربية منذ الصفوف الدراسية الأولى ينتبهون إلى ملكة الشعر لدي، وكانوا يشجعونني ويحفّزونني لصقل هذه الملكة، لكنني لم أقرأ لشعراء جددٍ أبداً، قد يكون مستغرباً لو قلت إنني فعلاً لم أقرأ ديواناً واحداً لشاعر حديث، كائناً من كان، وكانت تمر عليّ بعض المقاطع الشعرية، لكنني لم أهتم للأمر. ربما يمكنني القول إنني قرأت جزءاً لا بأس به من ديوان "سرير الغريبة" للشاعر الفلسطيني محمود درويش، وشجعني ذلك لأن بعض قصائده كانت تمثّل بالنسبة لي فاجعة وطنية، فنظمت قصيدة، وكتبت مقدمة ونشرتها في جريدة الديار اللبنانية، وأرسلت نسخة منها إلى درويش نفسه، غضب منها، وأرسل لي عبر الصديقة ريم أبو كشك، التي أرسلت له النص الأدبي قائلا: "أنتم لا تعرفون معنى الوطن الحقيقي بالنسبة لي".
عموماً، كان رده منطقياً بالنسبة له، فهو يدافع عن وجهة نظره التي نسجها في ديوانه "سرير الغريبة".


•    ما هي أهم الاختلافات التي غيرت في حياتك الاجتماعية والأدبية بعد انضمامك إلى مدرسة الشعر؟
كوني شاعراً أو أكتب الشعر، هذا الأمر لا يعني شيئاً بالنسبة للمجتمع الذي أعيش فيه، وقد يكون مستهجناً أن أقول إن والدي رآني على قناة تلفزيونية مباشرة على الهواء في مهرجان شعري كنت وأخي العزيز الشاعر مروان الخطيب نمثل به فلسطين، وكان مفاجئاً بالنسبة لوالدي أنني أنظم الشعر.
باختصار، أنا لم أعرضْ نفسي على المجتمع كشاعر، ولا المجتمع تنبّه لي، هكذا كانت الأمور.

•    ما هو حلمك الشخصي وطموحك العربي كشاعر فلسطيني؟
أطمح إلى منظمة، أو اتحاد مهني منصف، مستقل أو غير مستقل لا يهم، المهم أن يكون منصفاً، ينتبه إلى كل الشعراء الفلسطينيين كي يبرزوا ويقدموا للأمة العربية وللعالم أصنافًا جديدة من الأدب، أنا واثق من أن بين شعبنا من يمكنه أن يقدّم أدباً جديداً.
وللمناسبة، التقيت مرة بشاعر فلسطيني في عاصمة خليجية، فسألته عن سبب وجوده هنا، قال لي إنه يعمل في قصر أحد الأمراء كمدرس لغة عربية للأمير وذريته. هذا الشاعر، أنا متأكد من كلامي، هو متقدم على كل شعراء المرحلة الحالية والمرحلة السابقة، يمكنني القول إنه شاعر فلسطين الأول، هو الشاعر محمود صالح، الذي كرّمه رؤساء دول، ولم ينتبه له أي جسم فلسطيني؛ إسلامي أو وطني.

•    إلى أي المدارس الشعرية تنتمي كتابتك؟
   أنتمي في غالب الأحيان إلى المدرسة التقليدية، هي التي ترعرعت فيها، وأحب أن أصنّف نفسي بها.

•    بمن تأثرت في كتابة شعرك من الشعراء العرب والعالميين ؟ 
تأثرت كثيراً بأبي الطيب المتنبي، وكعب بن زهير، وزهير بن أبي سلمى، وأبي النواس، والمعري والفرزدق، ومن الجدد أحببت أسلوب الشاعر نزار قباني لسهولته ومناعته معاً.

•    بوصفك شاعرًا تتنفس العشق والحنين، ما هي القصيدة التي تعشقها وتعتبرها أهم قصائدك؟ 
 من الصعب أن يصنف الشاعر بين قصائده، لكنني سأظلم باقي القصائد وأقول إن قصيدة "صورة الهوى" التي نظمتها في 27/5/2000 في عيد تحرير جنوب لبنان، على الحدود مع فلسطين، وهي قصيدة تقليدية "تائية" وجدانية تحكي قصة حبي لفلسطين منذ الصغر، هذه القصيدة يمكنني أن أقدمها في هذا السياق على غيرها.

•    هل أثرت الغربة، ومرارة اللجوء، وفقدان الوطن، وحرمان الحنين في شعر موسى ؟ 
   كل ما ذكرتموه في السؤال هو محور الكتابة عند كل الشعراء الفلسطينيين الملتزمين، يعني ما الذي سنكتبه إن لم يكن الحنين والغربة والمنفى واللجوء وفقدان الوطن، والحرمان، وأضيف عليها المقاومة، ما الذي سنكتبه إن لم تكن هذه العناصر محور قصائدنا؟!

•    كيف تقيم الاداء الشعري للمشهد الفلسطيني ؟ 
الساحة الفلسطينية ممتلئة بالشعراء، وقد قلت لكم في البداية، إن ما نحتاجه هو منظمة أو اتحاد أو نقابة أو أي جسم، يمكن من خلاله فرز كل النتاج الأدبي، ودعم الكفاءات، وإنني متأكد أن بين الفلسطينيين من يستطيع أن يقدم أدباً جديداً يغني الساحة العربية والعالمية، وليس الفلسطينية فقط.


 
قصيدة "صورة الهوى"
 
وهبتُكِ أشيائي الجميلاتِ مَوْلاتِي
محبًا، فلا عزّت جميعُ العزيزاتِ
وأَكْثَرْتُ فيك الشّعرَ معنىً وصورةً
وأوفدتُ قلبي قارئًا لك أبياتي
وغنّيتُ حُسْنَ الوجهِ أغنيةَ الهوى
ولملمتُ حُمْرَ الوجنتينِ بلمْساتي
أنا، إن تنمْ كلُ الجوارحِ، لا تنا
مُ عيني، وكيف النومُ قبل المناجاةِ
*****
فلسطينُ، حُلْوُ الحُلوِ دونَكِ مُرُّهُ
وشدْوُ طريِّ النّايِ فَيضُ معاناتي
ألا أَرَقُ الأسحارِ عنّى مضاجعي
وأَوْدى فؤادي بعدما سرَّ آهاتي
ولم يجْنِ بي طولُ الفِراقِ عزيزتي
سوى جفِّ دمعي وازديادِ عذاباتي
ومن قال إنَّ اليومَ ليلٌ وصبحهُ
فلا الليل أمسى، أو تَراءَت نهاراتي
*****
 
فلسطين يا جرحَ الفؤادِ تبسّمي
لعلّ يداوي الجرحَ بعضُ ابتساماتِ
يُحرِّكُ ثغرَ العاشقين تنهّدٌ
ألا اشتعلي، إنّي وهبت الهوى ذاتي
ويطربني صوتُ الحبيبِ فأطربي
وهبّي، فقد خلّفت للبحر موجاتي
ورُشِّي حكايا العشقِ في كلِّ جانبٍ
فليس يموت العشقُ بين الحكاياتِ
*****
فلسطين ما لاحت بدونِك أنجمٌ
ولا سكنت شمسٌ ظلالَ السماواتِ
وما عانق المشتاقُ صدرَ حبيبِه
ولا حلّقتْ أحلامُنا كالفراشاتِ
وما ابتسم الفجرُ الضحوكُ لليلِنا
ولا زقزق العصفورُ عند الصباحات
وما أبْصَرَتْ وجهَ الحبيبةِ مُقلتي
ولا أبقتِ الظلماءُ زيتًا بمِشكاتي
*****
فلسطين يُدميني بعادُك والنوى
وأبكي وكم تبكي من الآهِ أنّاتي
ويقتلني أنّي يطاردني الرّدى
فأحيا وقد ماتت من السُمِّ كاساتي
وأصحو على صوتِ المنايا كأنّها
تغرغرُ أو تشكو إلى الموتِ مأساتي
فلسطين رُدّي فيضَ دمعِك علّه
يرطّب دمعُ الفيضِ آخرَ لحظاتي
*****
تذكّرني فيّ الطفولةُ أنّني
صغيرُك أحبو نحو غيثِ السحاباتِ
وأذكر أيّام الطفولةِ أنني
رسمتُ بِوَحْيِ الطّيفِ أجملَ لوحاتي
وأنّي إذا ما الليلُ أَقْبَلَ نحوها
أعانقها حتى يُرى فجرُها الآتي
وأصرخ في الآفاق إنّي رسولُها
أوزّع بين العالمين رسالاتي

 « رجوع   الزوار: 1865

تاريخ الاضافة: 01-10-2013

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
7 + 9 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركن المقابلات

رحيل أم عزيز الديراوي.. رمز قضية اللاجئين الفلسطينيين المفقودين بلبنان

"المقروطة".. تراث فلسطيني أصيل

عندما اقتلعت العاصفة خيمة طرفة دخلول في ليلة عرسها ورحلة العذاب اثناء النكبة

أم صالح.. لبنانية تقود العمل النسوي في القدس منذ 70 عاما

الفنان التشكيلي محمد نوح ياسين يرسم عذابات اللاجئ الفلسطيني بخيط ومسمار

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :286152
[يتصفح الموقع حالياً [ 77
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013