يـاشـاربَ الدخانِ مـا أجـرأكا *** مـن ذا الـذي فـي شُـربهِ أفتـاكا
أتـظـنُ أنَّ شـرابـَهُ مـُسـتـعــذبٌ *** أم هـل تـظـنُ بـأنَّ فـيـهِ غـذاكا
هـل فـيـه نـفـعٌ ظاهـرٌ لك يافتى *** كـلا فـلا فـيـه سـوى إيــذاكــا
ومـضـرةٌ تـبـدو وخـبـثُ روائـحٍ *** مـكـروهـةٍ تـؤذي بـهـا جُلساكا
وفـتـورُ جـسـمٍ وارتخاءُ مـفاصلٍ *** مع ضيقِ أنفاسٍ وضعفِ قِواكا
واتـلافُ مـالٍ لاتـجـدْ عـِوضـاً له *** إلا دُخـانـاً قـدْ حـشـى أَحـشاكا
ورضـيـتَ فـيـه بـأنْ تكونَ مبذراً *** وأخـو الـمـبـذرِ لم يكنْ يخفاكا
فـإذا حـضرتَ بمجلسٍ واستنشقوا *** مـن فيـكَ ريحاً يكرهون لقاكا
يـكـفـيـكَ ذمَّـاً فـيـهِ أنَّ جـميعَ مَنْ *** كـان يَـشْــربُهُ يَـودُ فِـكــاكـــا
فـارفـقْ بـنـفـسـك واتـبعْ آثارَ مَنْ *** أهـداكَ لا مـنَْ فـيـهِ قدْ أَغواكا
إنْ كـنـت شـهـمـاً فاجتنبهُ ولاتكنْ *** فـي شُـربِـهِ مـسـتَـتْـبعاً لِهَواكا
إنِّـي نـصـحـتكَ فاستمعْ لنصيحتي *** ونـهيـتُ فـاتَبعْ قَـولَ مَنَْ يَنهاكا
وبـذلـتُ قـولـي نـاصـحاً لكَ يافتى *** فـعـسـاكَ تقبلُ ما أقولُ عساكا