.

عرض المقال :"أشكنازي" فشلٌ وشهامةٌ د. فايز أبو شمالة

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

"أشكنازي" فشلٌ وشهامةٌ د. فايز أبو شمالة

بشهامة ورجولة لا يمتلكها أي رئيس أركان حرب عربي؛ اعترف رئيس الأركان الإسرائيلي السابق" غابي أشكنازي" بفشل الجيش الإسرائيلي في امتلاك أي معلومة عن مكان الجندي الإسرائيلي الأسير "جلعاد شاليط"، فضلاً عن عدم امتلاكه القوة العسكرية التي تمكنه من إطلاق سراحه. وأضاف" أشكنازي" خلال مشاركته في مؤتمر للأعمال في جامعة "بار ايلان" قائلا: لقد استطاعت حماس تخبئته بشكل يستحيل على إسرائيل العثور عليه!

من المؤكد أن هذه الموضوعية لا يمتلكها أي قائد سياسي فلسطيني، ولا أي زعيم عربي، ولا أي رئيس تنظيم فلسطيني، حيث لا يتجرأ أيهم ليقول للشعب الحقيقة عن خيبة جيوش العرب في ساحات الوغى، أو يقول: أخطأنا، أو فشلنا سياسياً، أو ضللنا الطريق، أو تم خداعنا، والسبب يرجع إلى أن قادتنا لا يعرفون عن الديمقراطية الحقيقية شيئاً، وإنما صاروا وفق الولاء، والصداقة، والمعرفة، والثقة العمياء، بينما عدو العرب "أشكنازي" تم اختباره رئيساً للأركان وفق الكفاءة، والقدرة، والاختبار الميداني!

فماذا وراء اعتراف "أشكنازي" بالفشل؟

أولاً: هو اعتراف بنجاح كتائب القسام، وتسليم بكفاءة المقاومة الفلسطينية، والإقرار بقدره حركة حماس وأخواتها في أن تكون نداً.

ثانياً: اعتراف الرجل بالفشل هو توصيه للجهات السياسية في إسرائيل بدفع الثمن الذي تطالب فيه المقاومة دون لف أو دوران، وهذه هي أقصر الطرق لتنفيذ صفقة تبادل أسرى.

رئيس أركان حرب جيش إسرائيل السابق " جابي أشكنازي" لم يقف بحديثه عند هذا الحد، وإنما طالب بالانسحاب الإسرائيلي الطوعي من أراضٍ عربيه محتلة، محذراً من وقوع حرب، تفرض على إسرائيل التسوية، والانسحاب كرها فيما بعد.

        لقد أبدا "أشكنازي" في حديثه ضعفاً عسكرياً لم يعرف عنه من قبل، ولاسيما أن الرجل قد اشتهر بالقوة والصلابة والعناد، والتحدي، ولكنه في هذه المرة لم يقل: إن الجيش الإسرائيلي لا يقهر، ولم يقل: إن الجيش لقادر على أن يحتل، ويقتلع المقاومة من جذورها، وإن الجيش سيدمر، ويقتل، ولم يقل: إن يد جيش بني إسرائيل طويلة وعملاقة!.

لقد بات كلام الثقة بالجيش من عالم الماضي، بل زادنا "أشكنازي" عن الواقع الجديد جملة لها كثير معاني، حين قال: :إن حماس لن تحتل النقب، وإن حزب الله لن يحتل الجليل" وما يعكسه هذا الكلام من تخوف عسكري إسرائيلي جدي من التحولات الإستراتيجية التي طرأت على الميدان، فبعد أن كان الجيش الإسرائيلي ينقل المعركة بعيداً عن حدود الدولة العبرية، ويظل اليهود في مأمن من الحرب، صار قادة إسرائيل يتحسبون من مفاجأة انتقال المقاومة العربية من خط الدفاع إلى خطوة الهجوم.

ذلك هو الخوف الذي تخبئه كلمات "أشكنازي" بين طياتها.
 « رجوع   الزوار: 1631

تاريخ الاضافة: 29-05-2011

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
1 + 1 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :287300
[يتصفح الموقع حالياً [ 109
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013