.

عرض المقال :الحائط (في ذكرى النكبة ، صراعات كاتب ! )

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

الحائط (في ذكرى النكبة ، صراعات كاتب ! )

http://www.new7ob.com/upphoto/pic.php?u=92RDb5G&i=4518

في هذا المنزل لا ينام انسان ,فالجدران لها طابع خاص , اما الصور فتبقيك يقظا" و متيقظا" في ان واحد.
انه لون غريب يلف الأنحاء ليعود بك الى مراحل مختلفة . تتضارب أفكارك ، لعلها تصطدم بعرض الحائط الرمادي
تغفو قليلا" و لكنك سرعان ما تكتشف أنك لم تغفو أصلا"! لعل الأمر سيان ، أو لعل القطة المدللة لم تكمل طعامها بعد فتأكله أنت عن غير قصد.. كيف ؟ هذا خاص بك أنت ، فأنت من يملك الاجابة قبل السؤال !
أجمل ما في الذكريات حلوها ولكن مرها سرعان ما يختلط  بقهوتك فترتشفه لونا" أخرا" ولكن  طبعا" ليس كلون الحائط!
كان يصارع تيارا" غريبا " يخرج من أعماقه و كأنه بركان يتطاير  شمالا" ثم يمينا" ليعم أرجاء الغرفة .... دنا شروق الشمس و لازال المستيقظ نائما" و النائم مستيقظا"!
انها تناديك ،و تسألك عن حالك! وكأنها لا تعرف عن حالك و أحوالك الا القليل! .. قالت :" ما بالك لم تعد تعانق  شروق الشمس كل يوم ، بل انك دائم العبوس و التوتر؟
فأجابها لعلها مشكلة عويصة أن أفسر لك هذا  ، فقط أعطني الأمانه ثم انصرفي
 حسنا" ، كما تشاء و لكن فتش عمن يحضرها لك أيها المعتوه! أغلق الباب  مغلقا" معه المنفذ الأخير.....
غير أن كلمة معتوه ظلت كالمطرقة فوق رأسه.... من تظن نفسها هذه ،قصيدة بلا عنوان ،أم قلم أو ممحاة بيد طفل نحيل يستيقظ كل يوم حاملا" أثقال الأمة بأكملها  على ظهره  متوجها" الى مدرسة بلا  مقاعد و جدران  أو حتى ممحاة، فيخترع ممحاة خاصة به كي يمحو ما يجول في الذاكرة اللعينة و خبايا النفس الدفينة محاولا" أن يخط طبشورة الأمل و الانسجام !
.... تراكمات الزمن تصنع مني الرجولة ، لا ، لا أظن ذلك فأنا رجل  بكل معنى الكلمة ، و لكني أخاف أن أصطدم بعرض الحائط و خوفي من الحائط ليس  لعرضه فقط بل لطوله أيضا"!
 أه ، ما هذا الغباء ، لو كان للحائط عرضا" لخاف على نفسه البقاء عاريا" من أي لون  طيلة هذه الحقبة الستينية!  ثم لماذا هذه الصحوة تلازمني ألان ؟ ثم لماذا أنا هنا و هم هناك ؟ ثم لماذا حائطي رمادي ؟؟ لماذا لم ألونه  [بألوان تجاربي ،لماذا لم أعطه نفسا" من أعماقي ؟ هل لأني لا أملك الا قلما" واحدا" ، فقد سرقت كل أقلامي الأخرى ،  غادروا  و تركوني وحدي ،و لكنهم لم ينتظروا شروق الشمس مثلي باغتهم الليل و لفهم بسواده الأبدي......... كان أبي يحمل أثقال  الزيتون  ثم البرتقال .........فوق  رأسه  و لطالما شاهدته ينحني  لينتشل من 
وقع أرضا"  الا مرة واحدة ، رفض الانحناء   ثم وقع أرضا"  حاولت أن أنحني لأنتشله و لكنه صرخ في و جهي اياك أن تنحني بعد الان ، اياك . كانت هذه اخر ما نطق قبل أ ن تعانقه  حبات البرتقال  و الزيتون!
أما أنا  أصبحت كما أمسيت بلا  أقلام ، ليتني أجد قلما" واحدا" حقيقيا"  لأتحرر من زوايا هذه الغرفة الكئيبة ، فلو كان لي قلما" واحدا" حقيقيا"  لما كنت هنا الان!  ليتني اعرف من سرق  قلمي ثم منحني العفو التام عن جرائمي الخيالية التي كنت اخطها ثم مالبث أن هزء بي و مارس الخيال حقيقة و تركني أحمل عقدة ذنب لا دخل لي بها ، بل ذنبي  الوحيد اني لا زالت هنا !.... أقبل الليل يرسم لونا" اخر غير كل الألوان ، فجمعت ألواني و وضعتها في حقيبة واحدة و صممت على الرحيل و لكن حائطي ظل كما هو لا يحرك ساكنا" ،تماما" كالحائط"!!!!
سيرين موعد
 « رجوع   الزوار: 2180

تاريخ الاضافة: 14-05-2011

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
4 + 2 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :287646
[يتصفح الموقع حالياً [ 105
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013