.

عرض المقال :منهج التغير نحو القدس يسير

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

منهج التغير نحو القدس يسير



في قراءة متأنية للسيرة النبوية في عهدها المكي ثبت ثبوتًا قطعيًا أن تلك المرحلة كانت المنطلق والركيزة الضرورية التي بني عليها الإسلام العظيم الذي محى الله به ظلام الجاهلية وشع فيه الفجر والنوراالمبين, دين أخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الدنيا إلى عدل الإسلام, دين دخل إلى القلوب والعقول عقيدة ومنهج حياة, ثلاثة عشر عامًا من التربية الإيمانية كانت كافية للاستعداد لمرحلة جديدة لم يشهدها أهل الجزيرة العربية من قبل, الأمر الذي أغضب حكام دار الندوة واشتد ظلم ذوي القربى واستشرست عداوة صناديد قريش وشدوا الخناق على المسلمين وعرضوهم لشتى صنوف العذاب والاضطهاد, فكان لا بد من الهجرة إلى المدينة المنورة معقل الأنصار والتي كانت المنطلق للدولة الإسلامية. دولة الرسالة والتشريع، دولة النظام والقانون، دولة الحقوق والواجبات، دولة الحرب والمعاهدات، دولة العدل والمساواة , ومنها بعثت الرسائل للحكام والملوك والزعماء والقبائل والأفراد, رسالة للشباب والشيوخ والنساء للكبير والصغير دين للناس كافة ورحمة للعالمين .

أيها الناس: لقد ساد الظلم والفساد والقهر والتسلط والبغي والعدوان من زعماء تربعوا على جماجم وصدور شعوبهم، زعماء ملكوا أنفسهم صفة الحاكم المهيمن صاحب الحق المطلق المتصرف بشؤون البلاد والعباد وأرزاقهم, يصفح, يعتقل, يسجن, يقتل, ينفي, يرفع من شأن قوم ويخفض قوما آخرين وهو القابض على ثروة البلد, خزائنها بين يديه سبائك الذهب مليارات الدولارات عقارات وشركات فنادق ومطاعم وأين ما يحط ترحاله، له عزوة ومقام للاستجمام ولقاء الأخلاء والأقران في الغرف المغلقة...الخ.

وبعد أن يعود إلى بلده تقام له مراسم الاستقبال الشعبي وتصطف الجماهير على جانبي الطريق يحملون رسمه وكسمه وعلمه واليافطات المرحبة والمهنئة بالسلامة الميمونة المباركة, وإذا زمجر وغضب فخامة الزعيم تراه يسحق عظامهم ويسحب أظافرهم ويكهرب أجسادهم ويفقي عيونهم ويكوي جلودهم ثم يبعثهم إلى حتفهم في مقابر فردية وجماعية بعد أن يتهمهم بالعصابات الإرهابية والمخربين والمشعوذين والمهلوسين، وهذه نغمة جديدة أن الشعب مهلوس.

أيها المشاهد والقارئ وبعد مشاهدتك لواقع الإجرام والاستعباد من الحاكم الظالم ألآ تسأل بينك وبين نفسك، أما آن الاوان للتغيير والدعوة إلى النفير, نعم حق للشعوب أن تنتفض وتثور وتطالب بالتغير وتخلع جلاديها من الحكام الظالمين, آن الأوان أن تستعيد الشعوب حريتها وكرامتها ومن حقها أن تنعم بثرواتها وأن تعبر عن أرائها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية لأنها سئمت من الشعارات الفارغة الكاذبة والمحبطة والخانعة الجبانة الخائرة التي ضيعت العباد والبلاد والمقدسات وحكمت العدو الغاصب المحتل والمستعمر الطامع برقاب شعوبها إلى أن وصل الأمر بالعم سام أن يحدد لكل بلدكم هي كمية الطحين التي يمكن أن تكون في هذا البلد أو ذاك, ناهيك عن منعه من الزراعة حتى لا يشبع أو يكون له اكتفاء ذاتي, والهدف أن تبقى الملايين من الناس جياعًا ويلهثون وراء لقمة العيش.
أيها الناس لم يعد شيء مخفيًا في هذا العالم وبات كل شيء مكشوفًا، لم تعد لتنطلي على أحد الأكاذيب والوعود الواعدة بالأمن والرخاء، لقد دقة ساعة الحقيقة ولم تعد سطوة الحاكم تخيف الناس من قول الحق بوجه سلطان جائر، لقد انكسر الصمت ووعت الشعوب واستفاقت و أيقنت حقيقة راسخة، أن واهب الحياة هو الله والرزاق هو الله وأن الامر كله بيد الله , نعم آن الأوان للثورات أن تنطلق في عالمنا العربي ضد الظلم والقهر والاستبداد طريقا للحرية والكرامة والعدل واعادة الحق إلى اهله, وما الثورات التي نشاهدها وشاهدناها في كل من تونس ومصر وليبيا والعراق واليمن والجزائر والمغرب ... وصولاً قريبًا إلى السلطة المتهالكة في رام الله التي يجب أن تعلم أن الزمن لن يعود إلى الوراء ولم يعد مسموحًا أن يستبد الظلم والقهر على الشعوب, ونحن على يقين أنه لن يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها, واذا صلح قلب الأمة صلح سائر جسدها, والذي سيحدث زلزالاً يقتلع الكيان الصهيوني، ويكون الزحف إلى القدس قد اقترب، وإن النصر قادم .. ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبًا- بإذن الله.
 « رجوع   الزوار: 1684

تاريخ الاضافة: 23-04-2011

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
7 + 4 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :287652
[يتصفح الموقع حالياً [ 136
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013