.

عرض المقال :عن التهدئة الصورية

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

عن التهدئة الصورية

http://cdn-arabic.alshahid.net/wp-content/uploads/2010/11/%D9%85%D9%86%D8%B8%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9-%D8%BA%D8%B2%D8%A9.gif

حسام كنفاني
غريب أمر هذه "التهدئة" في قطاع غزة. الغرابة مستمدة من تعاطي الكيان مع هذا "الهدوء"، الذي لا تعترف به، فيما تتمسك الفصائل الفلسطينية به. لهذا فإن القوات "الإسرائيلية" تواصل ممارسة هواية القتل بدم بارد لقيادات المقاومة، على غرار ما حدث خلال اليومين الماضيين من تصفية لثلاثة من نشطاء "كتائب عز الدين القسام"، بينهم قيادي، ثم تتحدث في الوقت نفسه عن التهدئة.
في الأحوال العادية، من المفترض أن من شأن مثل هذا الاغتيال أن يشعل ما تسميه "إسرائيل" "الجبهة الجنوبية"، وأن تردّ المقاومة بعمليات نوعية وزخّات من الصواريخ على المستعمرات المحاذية للقطاع. هذا في الأحوال العادية، التي كانت سائدة قبل العدوان الأخير على قطاع غزة أواخر 2008، وأوائل العام 2009.

على هذا الأساس جاء تهديد "كتائب القسام" بعد الاغتيال الأخير، محذّراً من "عواقب الجريمة". تحذير من الواضح أنه لا يحمل في ثناياه نوايا تصعيدية، كما هو حال التصريح "الإسرائيلي" الذي أعقب العملية، إذ اعتبر أن الاغتيال "لا يخرق التهدئة". تصريحان يسيران في منحى واحد تقريباً. فلكل من "إسرائيل" و"حماس" اعتبارات تجعل منها حريصة على بقاء الوضع في القطاع على حال من المراوحة، لا تهدئة كاملة ولا تصعيد يجر إلى حرب.
"حماس" من جهتها لم تخرج بعد من تأثير عدوان "الرصاص المصهور"، حتى وإن راكمت قوّة عسكرية، غير أن عينها على القوة الشعبية، التي باتت مدركة أنها لم تعد كما كانت قبل انتخابات 2005، 2006 إضافة إلى أن الآثار الناجمة عن العدوان لا تزال ماثلة في مناطق مختلف من القطاع. فرغم مرور أكثر من سنتين على الحرب "الإسرائيلية"، فإن الكثير من سكان غزّة لا يزالون خارج منازلهم، وشكواهم من الحركة الإسلامية في ازدياد. كما أن الحركة ليست في وارد خوض مواجهة عسكرية واسعة لسببين رئيسين، أولهما أنها باتت تتصرف كحركة حاكمة تأخذ البراغماتية حيزاً كبيراً من سياستها، وثانيهما أن أي حرب محلية من الممكن أن تجر إلى مواجهة إقليمية أرضيتها لا تزال غير جاهزة.
"إسرائيل" أيضاً لديها حساباتها، فإضافة إلى المخاوف من خسائر كبيرة في صفوف الجيش والمدنيين، وتأثر الجبهة الداخلية في أي حرب مقبلة، فإن دولة الاحتلال تسعى إلى عدم حرف أنظار الشعوب العربية عن ثوراتها الداخلية، التي تراقبها تل أبيب بمزيج من الفرح والقلق.
على هذا الأساس، فالتصعيد سيبقى في إطاره الضيّق، على الأقل في المرحلة الحالية، والتهدئة الصوريّة ستظلّ صامدة.
صحيفة الخليج الإماراتية
 « رجوع   الزوار: 2071

تاريخ الاضافة: 03-04-2011

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
8 + 8 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :287271
[يتصفح الموقع حالياً [ 94
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013